سعد الخشرمي 

يبدو أن الأديب السعودي الوزير الراحل الدكتور غازي القصيبي عندما كان عميداً لكلية التجارة في جامعة الملك سعود (الرياض حينها) في سبعينات القرن الماضي، سبق مجتمعه ما يقارب الثلاثين عاماً، إذ طالب بوضع صور الطالبات على البطاقات الجامعية تفادياً للتزوير، ما دعا المجتمع في تلك الحقبة الزمنية لأن يهاجموه، واضطر بعض طالبات كليته للانسحاب من الجامعة احتجاجاً على قراره الارتجالي.

بعد مضي عقود، خرجت فتوى من هيئة كبار العلماء السعودية، تجيز وضع صور الطالبات على بطاقاتهن الجامعية، في محاولة للحد من انتحال الشخصيات خصوصاً في الجامعات السعودية

وغيرها، إذ إن الوجه بطاقة التعريف الأولى للهوية في أي مجتمع. وقد أعادت تغريدة في موقع التواصل «تويتر» مرفقة بفيديو يظهر فيها القصيبي متحدثاً عن تجربته في السبعينات من القرن الماضي، حالة التناقض الذي يعيشه بعض أبناء المجتمع المتدين، مشعلة فتيل الجدل بين المغردين، بشأن التغييرات الزمنية، وما يصاحبها من التباس لابد أن ينجلي!. من جهته، قالت الأخصائية الاجتماعية نادية آل حسن إن «المجتمعات المتدينة ترضخ تحت أفكار ليست بالضرورة ذات منطقية، إذ إن العقل الجمعي يحرّك المجتمع آنذاك تحت سطوة آراء نشأت من البيئة المحيطة، والتي عادة ما تكون محصنة بصبغة دينية، بينما القصيبي جاء من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بعد أن انخرط في مجتمعات مدنية تخضع للقانون، وعرف أهمية تنظيم الجامعات بما يكفل إثبات هوية الطلاب». واستدلت آل حسن بما أسمته بـ«التابوهات» التي كسرت أخيراً، وقالت «إن تعليم البنات كان محرماً في بدايات التحول المدني للمجتمع السعودي، بيد أن المجتمع الآن يزج ببناته في الجامعات حتى استطعن منافسة الشبان في السلم الأكاديمي والأبحاث العلمية، كثير من الأشياء تكون مرفوضة في البداية، ولكن سرعان ما تذوب أسباب الرفض غير المنطقية أمام حاجة العصر».