أمجد المنيف

انتهت لعبة الانتخابات، وحدث ما هو غير متوقع، ويمكن أن نقول ما ليس بمنطقي، وسقطت كل التكهنات الاستباقية، والشعارات الأميركية التقليدية، وتشكلت صورة مختلفة، ومنعطف حديث لأميركا.. وخلقت حالة جديدة لمفهوم السياسة وشعاراتها، وأبجديات العمل للترشح، وصارت "الظاهرة الترامبية" مقياسا جديدا للنجاح.

تبدو مبكرة جدا محاولة فهم فوز "ترامب" أو "ترمب"، لكن الأهم هو معرفة أن الرهانات على العمل النخبوي لم يعد مجديا في مقارعة الرغبات الشعبوية، وإن الدعايات السياسية -حتى المدعومة من قبل الرئيس الحالي- لم تكن مؤثرة، وإن الميل العالمي، سواء الآراء الرسمية أو غير الرسمية، لا تغير في قرارات الناخب الأميركي شيئا، ما دام اختار مصيره.. ومصير مستقبل أميركا.

لست مع الآراء الاستباقية المتعجلة، ولنا في ما حدث مع الابتهاج في قدوم أوباما أسوة، لكن ما أستطيع تأكيده أن المواطن الأميركي يبدو متشائما من فترة أوباما وحزبه، بعدما قوض النفوذ الأميركي عالميا، وفشل في تحقيق وعوده الداخلية، لذلك لا يريدون أوباما آخر بجسد كلينتون، لا يرغبون بمزيد من التراجع، ولا تغريهم الوعود.

في زاوية موازية، ماذا عن الحزب الجمهوري! الذي تخلى عن مرشحه، ماليا ودبلوماسيا، وراهن ضمنيا على خسارته.. قد يكونون أكثر حرجا من غيرهم، فهم الآن في حاجة للعودة إليه، بعدما تخلوا عنه عندما كان محتاجا إليهم، لكن كيف سيتعاطى الرئيس الجديد الجريئ مع هذا؟ هذا هو السؤال! على أي حال، لن يكون الوضع أسوأ مما كان عليه عندما كان متحررا من الرئاسة.

ما يجب تذكره هنا، وبمنأى من السياسة المباشرة، لا بد من التأكيد على قوة تأثير التلفاز، وتحديدا في مثل هذه الأحداث، رغم كل الحملات في الشبكات الاجتماعية، وأن نقول بأن شركات التصويت والتكهن لم تعد تقرأ بصورة جيدة، وتشكل العمل الاتصالي التقليدي للحملات الانتخابية من جديد، وبزوغ خط جديد من الخطاب للجماهير، أستطيع تسميته "مدرسة ترامب في التأثير".

رغم كل ما حدث، لا زلنا في أول طريق المفاجآت، وقد تتغير الأشياء مستقبلا، لكن ماذا سيكون حال هيلاري التي تمرست بالسياسة، وخسرت -للمرة الثانية- أمام مرشح لم يتقلد منصبا سياسيا بالانتخاب يوما؟ الأيام القادمة لن تكون سهلة عليها.. ولا على العالم أجمع! والسلام