هاني الظاهري

مفزع هو التقرير الذي نشرته الاندبندنت البريطانية قبل يومين متضمنا صورا لمجموعة تغريدات أطلقها شبان سعوديون عبر حساباتهم في تويتر تطالب بإعدام شابة سعودية التقطت صورة لنفسها في شارع عام دون أن ترتدي الحجاب ونشرتها مع عبارات تؤكد أنها تمارس حريتها الشخصية.

بعد الاندبندنت تناقلت الخبر وسائل إعلام دولية لا تقل أهمية كصحيفة ديلي ميل ونيويوك تايمز وغيرهما لمحاولة تشبيه المجتمع السعودي بمجتمع داعش في العراق وسورية وهذا يأتي بالطبع ضمن سياق هجوم الإعلام الغربي المستمر منذ سنوات على المملكة في ملف (التطرف والإرهاب)، وهو هجوم ظالم يتم بكل أسف بأدوات وقصص سعودية، وتصريحات لا تمثل السعوديين بشكل عام لكن من يطلقها على الأرجح أشخاص مضطربون من داخل المجتمع السعودي عبر هواتفهم المحمولة دون أي خوف من رادع أو عقاب.

من التغريدات التي نشرتها الاندبندنت تغريدة علق مغردها على صورة الفتاة غير المتحجبة بقوله (اقتلوها وارموا جثتها للكلاب)، هكذا بكل بساطة يرتكب هذا المتهور جريمة تحريض على القتل بأربع كلمات فقط تصل إلى العالم أجمع وهو يضحك دون مبالاة مستلقيا فوق فراشه في الاستراحة على الأغلب.

متهور آخر غرد عن الموضوع قائلا (هذي أقل عقوبة لها القصاص بنت الـ...)، وثالث اكتفى بقوله (نبغى دم) ليتحول الأمر إلى قضية في الصحف الدولية بعنوان (سعوديون يطالبون بإعدام مواطنة لم تتحجب)، وهذا تقريبا مشابه للعناوين التي تنشر عن دولة داعش بين فترة وأخرى، فهل نحن نستوعب فعلا حجم الخطر الذي يشكله هؤلاء على سمعة الدولة وصورتها بشكل يخدم أعداءها؟

وإذا كنا ندرك ذلك فلماذا لا نسارع للقبض عليهم وإعلان أنهم محرضون على العنف والقتل ولا يمثلون المجتمع السعودي المتسامح الذي يرفض الغلو والتطرف والعنف ويحترم القانون؟ فمثل هذا التحرك إن حدث سيكون كفيلا بإخراس كل من يحاول إلباسنا ثياب الدعشنة في الإعلام الدولي، إذ لا يجدر بنا الصمت والوقوف مكتوفي الأيدي أمام هذه الدعاية التضليلية التي تستهدف زعزعة أمن البلاد وسيادتها وتبرير التدخل في شؤونها قبل كل شيء.

أخيرا يجب أن نفهم أن صناعة صورة مخالفة للصورة التي يروجها أعداؤنا عنا على المستوى الدولي أمر بيدنا وحدنا، فنحن من بتنا نعطيهم السلاح لمهاجمتنا بالصمت وعدم التعامل بسرعة مع دعوات المتطرفين الحمقى العلنية في عالم أصبح أصغر من شاشة هاتف محمول لا يمكن أن يخفى فيه شيء!