تركي الدخيل

 وضع سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، الخطاب المتطرف في مأزق، بعد غضبةٍ اجتماعية كاسحة على خطاب شخص متحمس، وصف المبتعثين وأهل الصيدلة والطبابة من النساء والرجال، وذويهم، بأوصافٍ يعفّ المقام عن ذكرها. ومع ذلك فالخطيب كابر ولم يأبه.

مرّت ثلاثة عقود من احتكار المنابر وجلد الناس بسياطٍ أسبوعية، في كل جمعة يسمع المصلي التقريع والتوبيخ والتأنيب، تلك المرحلة لها ظروفها المعيّنة، الخطأ أن نستمر في الإذعان للخطابات الفتنوية، والتحريضية، والمليئة بالتقريع.

ينصت الناس خاشعين احتراماً ليس للقول في الخطبة أحياناً، حين يكون الإمام متحمساً وعصبياً، بل للهدي النبوي «من مسّ الحصى فقد لغى»، ونائب وزير الشؤون الإسلامية توفيق السديري، اعتبر الخطيب خارج سياق الوزارة، ولا يمثّلها بأي شكلٍ كان، لكن السؤال: كيف تسنّى لهذا الشخص أن يخطب عدة مرات بنفس الأسلوب المتجاوز والخارج، عن اللياقة والأدب؟!

كلام المفتي جاء في وقته، المنبر بحاجة إلى تحصين من التشدد والبذيء من القول، وبخاصةٍ أن الناس تتعبد الله بيوم الجمعة تقرباً إليه، باحثين عن موعظة بليغة، أو فوائد نادرة، أو خطبة ناصحة بأسلوبٍ ديني بحت، لا بلغةٍ سياسية أيديولوجية كارثية.