خالد السهيل

رفع سقف طموحاتنا صوب تحقيق الوحدة الخليجية الكاملة، مسألة مشروعة. وهي تمثل مطلبا أساسيا أكده قادة دول مجلس التعاون منذ نشأة المجلس. والبعض يبدو محبطا، من كون المجلس لم يصل بعد إلى هذه النتيجة، رغم مرور كل هذه السنوات. ولكن واقع الحال، أنه رغم هذا البطء الذي يراه البعض في مسيرة المجلس، إلا أن المتحقق أعطى دول المجلس كثيرا من التميز، مقارنة بالتجارب العربية والإقليمية القريبة. 

قلت لأحد الزملاء من تلفزيون البحرين، إن مجلس التعاون لدول الخليج العربي استطاع أن يحقق تنسيقا في جملة من الأمور السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والثقافية.

صحيح أننا لا نزال نتطلع لإثراء هذا التنسيق، لكن حجم التنسيق الموجود بين الدول الست يتجاوز حجم التنسيق المتحقق في مؤسسات عربية أقدم وأكثر عراقة مثل جامعة الدول العربية.

ومن هنا، فإن من الضروري السعي الجاد، لإثراء تجارب مجلس التعاون الخليجي من خلال المجالات كافة، ومن ثم يمكن أن تغدو الوحدة المنشودة تتويجا مستحقا لهذه النجاحات، وهذا ما قد يتجلى في القمة الخليجية الوشيكة.

إن تجربة الاتحاد الأوربي، تشهد في الوقت الراهن الكثير من التحديات التي بدأت بخروج المملكة المتحدة من الاتحاد، وهذا الخروج يمهد لخروج دول أخرى أيضا.

والصيغة التي تنشدها بريطانيا ودول أوروبية أخرى، تتمثل في الأخذ بالمزايا والتخلص من الأعباء، ومن بينها ضغوط الهجرة من أوروبا الشرقية وتبعاتها الاقتصادية.

وقد يبدو المطلب البريطاني عصي المنال، لكن من الواضح أن أكثر من بلد أوروبي يشهد الأسئلة الصعبة نفسها، ويقود اليمين المتطرف في دول عدة حربا شرسة أسهمت الجماهير في ترجمتها إلى واقع من خلال التصويت لأقطاب اليمين، بالشكل الذي يوحي أن السنوات المقبلة ستشهد تحولات داخل الاتحاد الأوروبي.

نحن في دول الخليج العربي، نجد نسيجا اجتماعيا ونسقا ثقافيا ونشاطا اقتصاديا منسجما. وبالتالي فإن مسيرة الوحدة في الرؤى والأهداف متحققة أصلا.

الذين يتخوفون من الاستحقاقات التي ستترتب على هذه الوحدة، بعضهم كانوا في يوم من الأيام يتحفظون على بعض الإجراءات التي نتمتع بها حاليا، سواء فيما يتعلق بالتنقل بين بلدان الخليج أو الإجراءات الجمركية والتنسيق العسكري والأمني ... إلخ.