هدى مجركش

عذرا لحالنا شاءت الظروف أن أطأ أرض المملكة العربية السعودية ورأسي مطاطأ، شاءت الأقدار أن أدخل هذه البلاد مكسورة بما يحدث مثقلة بهموم وطني «سورية» الذي كان يوما جنة الله على الأرض، لسوء حظي لم أتمكن من شرح جمال بلادي كما يجب فلا هواها عاد عليلا ولا بساتينها وحقولها عادت مثمرة فرائحة الدخان والحريق ملأت صدور السوريين حتى أصبحت دماؤنا ملوثة برائحة البارود، اعذروني لم أستطع دعوتكم لمناظرنا الخلابة، فقد أصبحت دمارا لا يسر الناظرين وصلت متأخرة أو مبكرة، لا أدري وصلت متسولة أشحذ الهمم للعطاء لمشردي الحرب ومنكوبي الدمار لأطفال جياع رماهم القدر في الطريق ليتامى وأرامل يصرخون ويستغيثون لدموع رجال هدهم اليأس وقلة الحيلة لشباب ظلوا طريقهم ومستقبلهم المجهول لرجال قهروا وماذا أعدد! جئت مسكونة بحزن في وقت كانت بلادي أجمل بقاع الأرض توزع الفرح والسعادة لكل الناس لا يوجد إنسان هنا ما شرب من نبعها ولا تمتع بأرضها ولا صلى بجوامعها ولا عانق قاسيونها ولا زار آثارها وأسواقها ولا تغنى بغوطتها، اعذروني لن أقدرأن أرد الجميل للشعب السعودي الكريم الذي بكى معنا وتوجع معنا وشاركنا الألم لمصابنا.

أهل السعودية بِلغتكم التي أعشقها «ما قصرتوا» واعذرونا إن أثقلنا عليكم ورمينا بخيباتنا على أكتافكم فأنتم الحضن الكبير الذي يتسع لكل العرب أنتم الكرم والأصالة التي باتت عمله نادرة بكم وفيكم نحن نكمل مشوار الشقاء لا تعتبوا علينا إن أثقلنا الحمل فوالله نحن شعب نستحي ونقدر العطاء ولا ننسى ماحيينا من مسح عن جبيننا ولا أعيننا دمعة.

أدام الله هذا الشعب الكريم وإن الله يحب من عباده الكرماء.

* حرم السفير البريطاني في السعودية.