سعيد السريحي

حين يتحدث رئيس هيئة الترفيه عن مشاركة المجتمع في بناء خطط ومشاريع الهيئة المستقبلية ثم يحول بين الإعلاميين ومتابعة ورشة العمل التي تناقش الخطط والمشاريع فإنه بذلك يقطع الجسر الذي يربط بين الهيئة والمجتمع، ويحول الحديث عن مشاركة المجتمع في بناء خطط الهيئة إلى مجرد شعارات ليس لها ترجمة على أرض الواقع، شعارات لا تهدف إلا لتبرير عجز الهيئة حتى الآن عن تقديم أنشطة وفعاليات ترفيهية لمجتمع ناضج علمه تواصله مع العالم من حوله معنى الترفيه، ومع ذلك فلرئيس هيئة الترفيه حق أن نحسن الظن به ونفسر منعه للإعلام من تغطية ورشة العمل على أنه عمل بحكمة «استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان»، أو أنه من باب الحرص على توفير عنصر المفاجأة لتلك المشاريع والخطط حتى يتم تقديمها للمواطنين ويشاهدونها على أرض الواقع انطلاقا من أن عنصر المفاجأة مهم في تحقيق مفهوم الترفيه في مجتمع حالت بينه وبين الترفيه مفاهيم جعلت من الترفيه عملا من الأعمال التي تعد من خوارم المروءة كما يقال.

وللهيئة بعد ذلك كله أن تأخذ وقتها في «بناء» الخطط والمشاريع، ولها أن تشرك من تشاء في التفكير معها، وأن تحول بين المجتمع ومعرفة تلك المشاريع كما تشاء كذلك، وللمجتمع أن ينتهز فرصة الانتظار وأن يستلهم من حديث رئيس الهيئة فكرة «البناء» فيستغرق في تصور أن الهيئة سوف «تبني» مسارح في مدننا تؤكد على وعي الهيئة بأن المسرح هو أبو الفنون، ويتصور أن الهيئة سوف «تبني» دورا للسينما تكسر من خلالها خصوصية أننا البلد الوحيد فوق الكرة الأرضية الذي لا توجد فيه دور سينما، وأن الهيئة سوف «تبني» ساحات عامة تقام عليها الفنون الشعبية في المناسبات العامة والأعياد.

للمجتمع أن يحسن الظن بالهيئة ويتصور ألف «بناء» وبناء شريطة أن يكون ما تبنيه الهيئة حقائق ملموسة على أرض الواقع وليست مجرد تنظيرات في اجتماعات وورش عمل يحرص رئيس الهيئة على حجبها عن وسائل الإعلام.