«الاقتصادية» من الرياض

قال ناصر النفيسي نائب رئيس شركة أرامكو السعودية، إن القطع الأثرية التي يحتضنها معرض "طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة عبر العصور"، والمقام حالياً في العاصمة الصينية بكين، لا تقدر بثمن، مرجعاً ذلك بسبب القيمة الفنية والتاريخية لها التي تروي بين ثناياها تاريخاً عريقاً لشبه الجزيرة العربية.

وأضاف نائب رئيس شركة أرامكو السعودية، الشركة الراعية للمعرض في تصريح صحافي بعد افتتاح المعرض: "منذ فجر التاريخ كانت أرض هذه الجزيرة مركزاً لحركة التجارة، وحلقة وصل بين التجار وأهل الحرف والصناعات، والأهم من ذلك أنها كانت ملتقى يشهد تبادلا بين الثقافات والفنون والابتكار، ورغم الطبيعة الجغرافية للجزيرة العربية التي تبدو في كثير من مساحتها صحاري، فقد كانت على مدار التاريخ ذات طبيعة ثقافية ثرية ومتنوعة، حيث اتسمت الجزيرة العربية ببعد حضاري متميز يضاف إلى البعد الحضاري الذي اشتهرت به منطقة الشرق الأوسط في حضارة ما بين النهرين، وحضارة مصر القديمة".

ولفت إلى أن المملكة تتميز بتنوع جغرافي كبير، وآثار حضارية يعود عمر بعضها لأكثر من 2000 عام، ونظرا لكون الجزيرة العربية نقطة تقاطع بين الشرق والغرب على طريق الحرير القديم، فقد كانت تتمتع أيضاً بأهمية خاصة للصين، حيث أسهم التبادل التجاري والثقافي في انتقال عديد من الأفكار والتقاليد والثقافات التي أسهمت في رسم ملاحم العالم لعدة قرون من الزمن.

وقدّم النفيسي شكره للأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بقوله: "هذا الرجل عمل لسنوات عديدة لإظهار المملكة وعرض تاريخها وروائعها للعالم أجمع".

وعبر عن تقديره لوزارة الثقافة في الصين، وأيضاً المتحف الوطني الصيني لاستضافة هذا المعرض، إلى جانب ضيوف المعرض وأعضاء السلك الدبلوماسي وعلى رأسهم تركي الماضي سفير خادم الحرمين الشريفين في الصين.

وكانت شركة أرامكو السعودية قد رعت معرض "طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة عبر العصور" في جميع محطاته العشر السابقة، حيث استقر حالياً في بكين ويستمر لمدة شهرين.

يشار إلى أن الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ولو شو جانج وزير الثقافة في الصين، افتتحا معرض "طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة عبر العصور" في المتحف الوطني بالعاصمة الصينية بكين في 20 ديسمبر.

ويحوي المعرض 466 قطعة أثرية نادرة تعرّف بالبعد الحضاري للمملكة وإرثها الثقافي، وما شهدته أرضها من تداول حضاري عبر الحقب التاريخية المختلفة.

وتغطي قطع المعرض الفترة التي تمتد من العصر الحجري القديم (مليون سنة قبل الميلاد) منذ عصور ما قبل التاريخ إلى العصور القديمة السابقة للإسلام، ثم حضارات الممالك العربية المبكّرة والوسيطة والمتأخرة، مروراً بالفترة الإسلامية والفترة الإسلامية الوسيطة، حتى نشأة الدولة السعودية بأطوارها الثلاثة منذ عام 1744م إلى عهد الملك عبد العزيز مؤسس الدولة السعودية الحديثة، وتمثل بكين المحطة الأولى للمعرض آسيويا والـ11 للمعرض بعد إقامته في أربع دول أوربية، وخمس مدن في الولايات المتحدة، إضافة إلى محطته الداخلية في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي في الظهران.