&عمرو عبد السميع

&الزيارة التاريخية التى يبدؤها الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين لمصر، لا تمثل - فقط - تعزيز التعاون المصرى - السعودى بما يحقق استقرار ومصالح البلدين، ولكنها تمثل علامة طريق فارقة ودالة على نضج العلاقات بين القاهرة والرياض، وتشكيل وهندسة تلك العلاقات على أساس وحدة الأهداف وتنوع أساليب تحقيق تلك الأهداف, التطابق لم يعد واقعيا وإنما استخدام التنوع فى الفكروالأساليب لزيادة فاعلية العمل المشترك صار هو المنهج الذى تعلمه قادة الرياض والقاهرة من أجل دعم بعضنا البعض. وعلى سبيل المثال، وبدون لف ولا دوران، فإن الموقف المصرى من التطورات فى سوريا، وإصرار القاهرة على وحدة سوريا التى لا يحققها فى اللحظة الراهنة الغياب الفورى للرئيس الأسد عن المشهد، ربما لا يسعد الرياض، ولكن بالقطع فإن البلدين لابد أن يكون هدفهما واحدا فى الحفاظ على الأمن القومى العربي، وان مثلث (القاهرو - دمشق - الرياض) - دائما وتاريخيا - هو ركيزة الأمن القومى العربي.. ربما تختلف الوسائل ولكن الهدف يظل واحدا.

&ومسألة إنشاء القوة العربية المشتركة لا تمثل ساحة منافسات أو خلافات بين الدولتين، ولكنها عملية كبيرة ومستمرة ونحتاج إلى الدراسة والتشاور المستمرين حتى يجيء المنتج (بفتح التاء) السياسى أو التنظيم النهائى محققا للهدف المشترك وهو حماية أمن المنطقة ومواجهة الإرهاب. والتجاء المملكة العربية السعودية إلى إنشاء الحلف الإسلامى الذى دعت إليه مؤخرا لم يكُ بديلا للقوة العربية المشتركة ولكن دوره ربما يكون مكملا لدور القوة العربية المشتركة وموسعا لمجال التعاون فى مواجهة الإرهاب ليشمل نطاقا أكبر من الدول، بالضبط مثل اشتراك مصر مع دول الساحل والصحراء وإنشاء قوة مشتركة لمواجهة حزام الإرهاب الذى يمتد من تنظيم شباب الصومال إلى تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب العربى مرورا بأنصار الشريعة وبوكو حرام فى نيجيريا والكاميرون ومالى وليبيا وتونس. مرحبا بالملك سلمان فى القاهرة لتعزيز علاقات لا يهددها - أبدا - اصطناع الفرقة وافتعال الخلافات والمنافسات.

&&