&الياس الديري&

كل مشروع، كل خطوة، كل قرار، كل جلسة نيابيَّة، كل ما يقدم خدمة للناس الذين يعانون الأمرَّين والأسوأين والعقابين والعذابين من الفراغ الرئاسي والإصرار على تعطيل الحكومة ومجلس النواب، يلقى تأييداً وترحيباً وتشجيعاً من كل اللبنانيّين.

طبعاً، باستثناء بعض الذين لا يرون في لبنان ومنه سوى ما يخدم مصالحهم الخاصة، ويوفِّر لهم ولأنسبائهم المناصب، والمكاسب، والكراسي، والنفوذ، والهيمنة...

تشريع الضرورة ضروري بالنسبة إلى لبنان في هذه المرحلة الحرجة، وخصوصاً إذا ألقينا نظرة على الوضع المعيشي للأكثرية من اللبنانيّين، وإذا ما أخذنا علماً بالشلل والفراغ اللذين يسربلان المؤسَّسات الخاصة بصورة عامة، فضلاً عن الأسواق شبه المهجورة. سواء في العاصمة بيروت، أم في المدن والقرى وبَيْن بين...

لا ترحمون الناس في ضيقهم، وضيق عيشهم، وضيق ذات اليد، وضيق ذات الصدر، وضيق فسحة الرجاء والأمل، ولا تدعون مرجعاً كالرئيس نبيه بري يحاول بشتى الطرق المتاحة تخفيف وطأة معاناة الناس ومعاناة وطن يكاد يضيع هباءً منثوراً.

ما قاله حكيم عين التينة في هذا المجال كان في محلّه وفي وقته. وليس مبالغةً القول، هنا، إنه يكاد يكون المسؤول الوحيد الدائم الحركة، والدائم السعي، والدائم البحث عن حلول ومخارج مما تعانيه هذه الجمهوريَّة التعيسة.

لا همَّ عنده، لا هدف له سوى السعي لانقاذ لبنان، وإبعاده عن مكامن الألغام والمكائد، وتحييده من كل العوامل والمحاولات التي تودي به إلى التهكلة.

على رغم العراقيل التي يخترعها الأنانيّون وذوو الرؤوس الحامية، وأصحاب الشهوات، ناهيك بمسلسلات الفضائح، رحَّب اللبنانيّون بما قاله برّي. وأعلنوا تأييده، ودعمه. ودعوا أصحاب الشهوات والخطابات والتصريحات العنترية للاقتداء به، وبأفعاله، ومواقفه ومساعيه التي تقول بلا ضجيج ولا مزايدة: لبنان يستحق التضحية.

من يحبُّ لبنان فعلاً يقتدي بالرئيس بري الذي يسأل أصحاب الغايات المشبوهة: أليست مصالح اللبنانيّين والأعمال والمشاريع المتصلة بحياتهم من "الميثاقيّة" التي يفصِّلها البعض على مقاساته؟

لا تراجع عن تشريع الضرورة، باختصار مفيد: عند وجود اقتراحات ومشاريع قوانين، سأدعو إلى عقد جلسات تشريعيَّة... وعندها ليتحمَّل كلُّ طرف مسؤولياته.

كيف لا ينحاز الناس إلى مثل هذه المواقف، وهذه الصراحة؟

إذاً، فليكفّوا عن إطلاق بعض الشعارات والممارسات ونبش الحساسيَّات. فلبنان في حاجة إلى من يُبَلْسِمُ جراحه، لا إلى من يضيف إليها جروحاً.