&الأردن وتركيا: استعصاء التفاهم السياسي والأمني بسبب عقدة «السيسي والإخوان» وتجاهل لملف «التسريبات» ومحاولات لإنعاش التفاعل الاقتصادي

&

&بسام البدارين

&&يحتفظ الأتراك والأردنيون بخلافاتهم الكبيرة سياسيا وأمنيا وإقليميا وسط حالة التطلع لتجاوز هذه الخلافات والعمل على استعادة الثقة باحتمالية التعاون في مجالات متعددة تؤكد عمان عدم وجود خلافات فيها أو عليها.

وزير الاتصال الناطق الرسمي الأردني الدكتور محمد المومني وعشية زيارة داوود أوغلو الأخيرة لعمان تحدث عن الاستعداد لإطلاق فرص التعاون مع دولة قوية وجارة تربط المملكة فيها علاقات تاريخية مثل تركيا متاملا بأن تنضج الزيارة عملية تحرص عليها العاصمتان للتعاون خصوصا في المجالات التجارية والاقتصادية.

حصل ذلك عمليا فقد غلبت الأجندة الاقتصادية على زيارة أوغلو لعمان الذي حضر بصحبته نحو 30 من رجال الأعمال وسط رسائل من أنقرة توحي بإمكانية التوافق في مجال الاستثمار على أساس عدم الوقوف عند محطة الخلاف الكبير بين الجانبين وتحديدا في ملفي سوريا والإخوان المسلمين.

في واشنطن وعلى هامش قمة لزعماء عدة في العالم رصدت الإشارة الثانية على أن أنقرة معنية بتجاهل التسريبات التي حاولت إقلاق العلاقات مع الأردن وتوتيرها حيث مجاملة بين الرئيس رجب طيب أردوغان والملك عبدالله الثاني بدون حوار سياسي أو ثنائي.

في عمان سمعت «القدس العربي» من مسؤولين متعددين أن الأردن يستطيع الاحتفاظ بعلاقات متوازنة مع تركيا حتى وهو يرتاب في أجندتها السياسية سواء في سوريا أو عندما يتعلق الأمر بمسارات الإسلام السياسي واحتضان الإخوان المسلمين.

وفي انقرة سمعت «القدس العربي» من عدة برلمانيين ومثقفين ومسؤولين تذكيرا بأجواء الانفتاح وبأن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني كان الشاهد الأبرز على عقد زواج ابنة أردوغان قبل سنوات وبأن أنقرة تتطلع لعلاقات إيجابية تماما مع كل جيرانها بصرف النظر عن الإختلاف في وجهات النظر كما يؤكد البرلماني التركي المهم وأحد أقطاب حزب العدالة والتنمية أمر الله إشلر مباشرة لـ «القدس العربي».

في المجالات الأمنية ترفض المؤسسة الأردنية التعاون أو التفاعل مع نظيرتها التركية إلا في الحدود البيروقراطية الرسمية وثمة تذمرات من الجانب الأردني بأن سلطات انقرة لا تستجيب بالقدر الكافي عندما تطالب بمعلومات عن أردنيين مثلا يشتبه في مغادرتهم للانضمام لفصائل إرهابية في سوريا.

سياسيا وعسكريا وأمنيا يقاوم الأردن بضراوة ضغوط تركيا لتوحيد الجبهتين السورية الشمالية والجنوبية فأنقرة حسب مسؤول أردني لديها حسابات تجامل الإرهاب أو تتواطأ معه في شمال سوريا ولا يمكن الثقة بالتعاون معها أمنيا داخل سوريا وحلفائها العسكريين من المعارضة السورية مختلفون عن حلفاء عمان ولديها صلات «غامضة أو غير مفهومة» في الملفات السورية.

بالنسبة لإشلر ورفاقه الذين يتحدثون في القيادة التركية اللغة العربية بطلاقة فإنه أغلب ما يروج حول غموض الموقف التركي من المسألة الإرهابية عبارة عن ادعاءات تقترب من المسرحية والهزل لأن الحقائق والوقائع تقول اليوم أن تركيا هي المستهدفة دون غيرها وأكثر من غيرها من الإرهاب لأنها كانت ولا زالت مشتبكة مع الإرهاب في سورية وداخل تركيا.

بكل الأحوال ثمة علاقات عسكرية بين البلدين تقتصر على بعض حلقات حلف الناتو والتدريب المشترك.

ولا يوجد في الأفق احتمالات قوية لنباء جسور ثقة خصوصا في المجال الأمني – السياسي خصوصا وأن العقدة المصرية في السياسة التركية التي يمثلها الرئيس عبد الفتاح السيسي لا زالت تستحكم في خيارات واتجاهات البوصلة الأردنية.

وسط الاستعصاء السياسي في بعض الملفات الإقليمية الأساسية وخصوصا في سوريا والعراق ومسألة الإرهاب والتصدي له تنشغل العاصمتان عمان وأنقرة بوضوح في الإبقاء على الباب ولو بنصف فتحة بدون خطاب تحريضي دعائي وبدون خصومة لا مبرر لها مما يسمح بولادة بعض المقترحات الاستثمارية والاقتصادية على أمل أن تتسلل من تحت جثة الخلاف السياسي والأمني.

&