&آري هيستاين

كان للحرب في سورية بالغ الأثر في توطيد العلاقات بين روسيا وإيران لتصل إلى أقوى درجاتها من خلال التنسيق المشترك بينهما على أرض المعركة، في الوقت الذي يشير فيه كثير من التقارير الإعلامية إلى أن هذا التعاون لن يتوقف عند سورية فقط، بل ستسعى روسيا إلى توسيع دورها في المنطقة من خلال التنسيق مع إيران وحزب الله. وعلى الرغم من ذلك فإن العلاقات الروسية الإيرانية ليست بذلك القرب في عدة أمور أخرى، وأن تلك العلاقة تتوقف عند حدود معينة بسبب اختلاف مصالح البلدين حتى في القضايا التي يتم فيها تنسيق مشترك بينهما.

وإن فكرة التحالف الروسي الإيراني ذات قيمة حقيقية بالنسبة لهما لأربعة أسباب: الأول هو أن كلتا الدولتين تهدف بالأساس إلى إنهاء الهيمنة الأميركية من خلال بدء حرب باردة مع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. السبب الثاني هو انحياز الروس تجاه إيران في المفاوضات النووية، حيث تدعم روسيا برنامج طهران النووي من خلال مساعدتهم في بناء المفاعلات وضغطهم لتحصل إيران على مزيد من الامتيازات، مثل رفع العقوبات خلال مفاوضات الاتفاق النووي. السبب الثالث هو توافق البلدين على دعم نظام الأسد في سورية والتنسيق لبدأ حملة عسكرية في سورية لتنفيذ تلك الرؤية. السبب الرابع والأخير هو أن روسيا ترى في إيران كثيرا من الفرص الاقتصادية، خاصة بعد رفع العقوبات عنها. ومع كل تلك الأسباب فإنه إذا نظرنا لكل الأمور المتقاربة والمصالح المشتركة بين روسيا وإيران فسنجد أن العلاقة محكومة بحدود واختلافات كثيرة.

وعلى الرغم من أن الوضع ظاهريا يشير إلى تحالف روسيا الكامل مع إيران حول برنامجها النووي، إلا أننا إذا تفحصنا الأمور بدقة فسنجد أن التعاون الروسي مع إيران في هذا المجال كان محدودا أيضا. ففي الوقت الذي تبدو فيه روسيا قد قدمت المعاونة لإيران في بناء المفاعلات النووية، كانت روسيا من المعارضين لامتلاك إيران برنامجا نوويا عسكريا، حيث عارضت فكرة بناء قنبلة نووية إيرانية خلال مساعدة إيران في بناء تلك المفاعلات ذاتها، إلا أنها أظهرت عالميا دعما غير محدود لما تقوم به إيران، وحذرت الولايات المتحدة من اتخاذ أي إجراء عسكري بشأن برنامج إيران النووي.

ويبدو أن الروس لا يرون في إيران الشريك المثالي في سورية، ويعتقدون أن اختلاف وجهات النظر سيظهر بوضوح أكبر في حال استمرار وقف إطلاق النار الحالي.