&أيمـن الـحـمـاد

زار أوباما المملكة للمرة الأولى قبل ثماني سنوات في يونيو 2009، ويزورها اليوم للمرة الأخيرة قبل أن يغادر البيت الأبيض ليكتب عن فترتي رئاسته المثيرة للجدل، والتي دعت الكتاب السياسيين للتساؤل: هل حان وقت الانكفاء الأميركي؟&

يقال إن العبرة بالخواتيم، يؤمن العرب بتلك المقولة ويتفاءلون بها، لكن الشرق الأوسط اليوم ليس هو قبل السنين الثماني، فلا شيء يدعو للتفاؤل، بالرغم من أن أوباما كان "الأمل" شعاراً لحملته، لكن ما حدث أسقط الشعارات.&

وضع أوباما آماله جانباً ليعيد هندسة المنطقة حسب ما تمليه عليه عقيدته التي أفصح عنها قبل شهر من وصوله اليوم إلى الرياض حيث قصة طويلة لتحالف قديم يحكى حوله الكثير هذه الأيام.

&تحدث الأميركيون أكثر من السعوديين عن الخلافات التي قيل إنها تشوب علاقة البلدين، لكن الجانبين التقيا أكثر من مرة خلال الأعوام الثمانية الماضية، وحافظا على لياقة علاقاتهما، وأثبتا أنهما باقيان على عهد "كوينسي" حين كان اللقاء الشهير بين رجلي التاريخ المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن والرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت.

&مقاربة أوباما تجاه الأحداث في المنطقة لا مناص من القول إنها أثارت حفيظة المقربين لإدارة أوباما قبل حلفائه وراء البحار، فقد بدا أن الرئيس الأميركي يمنح الثقة لمن لا يستحق، وهذه -علاوة على إثارة التحفظ- تثير الاستغراب، وتبعث الشك في مآرب واشنطن.&

في القمة السعودية - الأميركية على الجانبين أن يعملا على إعادة إنتاج الأمن في المنطقة من خلال شد أواصر علاقاتهما مع بعضهما، ومواجهة التحديات التي تكتنف العلاقة بينهما، وأهم تلك التحديات إعادة الثقة التي تعرضت لاختبارات شديدة الصعوبة خلال الأعوام السابقة من حكم الرئيس أوباما.. والتاريخ بين البلدين يخبرنا أن التقارب والتفاهم بين الرياض وواشنطن مدخل مثالي لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية التي تعاني منها المنطقة المصابة بالأمراض المزمنة.&

في المجمل يُفترض أن يعمل البلدان على ترتيب أوراق المنطقة انطلاقاً من الثقة التي يجب أن تُستأنف؛ بغض النظر عن أي استراتيجية يتحدث عنها منظّرو الاستراتيجيات؛ فلا مجال للتاريخ أن يأخذ مجراه في منطقة يشتد فيها الصراع باسم التاريخ.