هاشم عبده هاشم

&&&& •• رغم أن إدارة الرئيس الأميركي "باراك أوباما" تلملم أوراقها وتستعد للرحيل عن البيت الأبيض بعد بضعة أشهر من الآن.. إلا أن لقاء اليوم في الرياض بينه وبين ملوك وقادة دول مجلس التعاون يُمثل أهمية قصوى بالنسبة للجانبين.. ولا علاقة له بخروج رئيس انتهت فترتا ولايته، وقدوم رئيس آخر.. لسببين اثنين رئيسيين هما :

&

• أولاً : أن سياسة أميركا المركزية تضعها مؤسسات دستورية بالغة الفعالية والتأثير في صنع القرارات الاستراتيجية ومنها علاقة اميركا بالخليج دولاً وأوطاناً وقادة..

&

• ثانياً : أن المصالح العميقة والمتبادلة والحقيقية تفرض على الجانبين العمل معاً.. وبتناغم كبير وإن لم يكن كاملاً.. لما فيه خير الطرفين.. ولأنه لا مصلحة لأميركا قبلنا في ان تكون منطقة الخليج معرضة للتهديد..

&

•• وحتى مع وجود ملاحظات جوهرية لدولنا على توجهات وسياسات الإدارة الأميركية الحالية تجاه المنطقة.. وهي ما كانت طوال العام الماضي محل نقاشات جادة بيننا وبين الأميركان.. إلا أن التحضيرات التي سبقت قمة اليوم قد أكدت للطرفين أنه لا غنى لأحدهما عن الآخر.. وبالتالي فإن قمة اليوم لا بد وان تضع الأمور في نصابها الصحيح عبر مكاشفة غير مسبوقة بيننا وبينهم..

&

•• فكما أن لنا ملاحظات على توجهاتهم وسياساتهم فإن للأميركان ملاحظات وآراء ومقترحات من حقنا أن نقبلها.. أو أن نكتفي بتفهمها.. أو أن نعمل على إعطائها أهمية غير مسبوقة.. تحقيقاً للهدف الأول والأخير الذي يجب ألا نحيد عنه.. وهو.. تعزيز الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة بشكل عام.. وفي منطقة الخليج بصورة خاصة..

&

•• وما اجتماع وزراء دفاع الجانبين يوم أمس.. وكذلك اجتماع الخبراء والمختصين الخليجيين والأميركيين لمواجهة التطرف وتجنيد الإرهابيين ومبادرات تطوير الخطاب الديني لمكافحة التطرف والاتفاق على خطة تأسيس شبكة للمتخصصين في مكافحة الإرهاب.. وكذلك اجتماعات فرق العمل المتخصصة في المجالات الأمنية.. والاقتصادية.. على مدى الفترة من قمة كامب ديفيد في شهر مايو عام 2015م وحتى اليوم إلا دليل على حرص الجانبين على تحقيق الأفضل.. وتعزيز الشراكة المحورية بين الدول الخليجية الست وأميركا.. بصرف النظر عما قيل ويقال وعن المخاوف التي تتردد هنا وهناك..

&

•• لذلك أقول..

&

•• إن قمة اليوم ستكون مهمة للغاية.. على الأقل لما ستتركه من أثر على السياسات الأميركية خلال الفترة الأولى من الرئاسة الأميركية الجديدة التي ستدخل البيت الأبيض وتحتاج فيه إلى مثبتات للعلاقات الاميركية الخارجية للسير عليها.. وبالتالي فإن دورنا كدول خليجية هو.. أن نركز على القواسم المشتركة العظمى والثوابت المستقرة.. ولا ندخل في تفاصيل دقيقة لا يجب أن يكون لها أثر على المرحلة القادمة.

&

•• وفي ظني.. ان الولايات المتحدة سوف لن تختلف معنا – هذه المرة على الأقل – في ان سياسة هز الاستقرار في المنطقة لن تكون في صالحها هي.. قبل ان تكون ضد مصالحنا نحن..

&

•• وإذا أراد الرئيس أوباما أن يفعل شيئاً حميداً لبلاده في الأشهر القليلة القادمة.. فان عليه ان يسترد ثقتنا في بلاده من جهة.. وان يعمل على وضع حد للسياسات الأميركية "الضعيفة" التي أورثتنا وضعاً مأزوماً في كل شبر من منطقتنا.. بحيث نُغلق ملفات سورية.. والعراق.. وليبيا.. واليمن.. والتوجه معاً لمكافحة الإرهاب بجدية أكبر.. والعمل على تحقيق الاستقرار لأسواق النفط بجهود حقيقية ومخلصة وجماعية للوقوف في وجه المحاولات الرامية إلى تهديد الاقتصاد العالمي بركود غير مسبوق.. وبالذات إذا فتح ملف 11 سبتمبر.. بصورة ضارة بدولنا.. وبمصالحنا.. بدلاً من أن يوجه السهام إلى إيران ودورها الأساسي والمركزي في كل المشكلات التي تعرضت لها أميركا وأوروبا ومنطقة الشرق الأوسط سواء بسواء.