&فاتح عبدالسلام

الاتجاه الى تغيير وزاري كبير في العراق في ظل الخروج من أزمة ظاهريا للإنغماس في أزمة اكبر منها باطنياً ، يخبرنا عن تجارب سابقة كان فيها الحال تستغرق سبعة شهور حتى يكتمل نصاب الحكومة ،أو لا يكتمل مطلقاً كما في الحكومة السابقة التي ظلت من دون وزيري دفاع وداخلية أمداً طويلاً.

اليوم هناك أزمة تنسف كل الأزمات لتحل محلها هي انشطار البرلمان،

يتساءل مواطن عراقي عمّن يدير البلد في ظل غياب الجميع في دهاليز الازمات والتصيد في المياه العكرة وخوض المستنقعات السياسية القذرة وتجريف آمال الشعب في الحياة الحرة الكريمة الآمنة . فعلاً كيف يدار العراق الآن .

رئاسة البرلمان غائبة في الضجيج والتسقيط ، ورئاسة الحكومة تمارس دور لاعب الوسط في نقل الكرات العالية الى منطقة الهجوم التي ليس فيها أكثر من لاعب واحد يحار بالكرة ويلعن اليوم الأسود الذي جعله يقع بين خمسة مدافعين من فريق الخصم.

رئاسة الجمهورية التي قلمت اجنحتها بقرار اقالة نواب الرئيس تعيش الدور المعطى لها في حماية الدستور وهو دور حماية من فقد الحماية من زعامات المشهد السياسي

مَن بقي من اصحاب القرار والمتنفذين في العراق .

في الموصل هناك تنظيم داعش يواصل تأسيس دولته من دون اعارة الانتباه لما يجري حوله من تحشيد دولي ومحلي.

وفي مكان آخر هناك قتال بين المليشيات والبيشمركة ، في دلالة مبكرة الى اتجاه سير العراق فيما لو انتهت صفحة القتال ضد تنظيم داعش وعاد المحاربون الى ادوارهم القديمة.

هناك مجموعة المستشارين الامريكيين والايرانيين ، وهناك طائرات التحالف الدولي في الأجواء تحدد مسار ونتائج المعارك على الأرض ومديات الاقتراب والابتعاد عن اسوار بغداد أو سواها من المدن .

وهناك المرجعيات الدينية التي تنتقد الفساد ليل نهار لكن الفاسدين في ازدياد. هل بقي أحد ، سوانا أنا وأنت نتساءل ، من يدير العراق؟