&جاسر عبدالعزيز الجاسر

بعد اطلاعه على تحذير علي أكبر ولايتي مستشار علي خامنئي ولي الفقيه وكبير ملالي إيران الذي حمل تحذيراً للمتظاهرين العراقيين وتهديده لهم، بأن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي عند تعرض نظام المحاصصة لأي خطر.. قال أحد ممثلي الشعب العراقي في مجلس النواب بسخرية مؤلمة بأن على السيد علي أكبر ولايتي أن ينتقل للإقامة في بغداد، وينصب نفسه حاكماً أو ممثلاً لولي الفقيه في العراق، ويعلمنا كيف نحكم بلادنا بدلاً من تكليف وكلائهم من رؤساء الأحزاب الطائفية وقادة المليشيات.

هذه السخرية السوداء التي نطق بها أحد نواب الشعب العراقي والتي تداولها الكثير من العراقيين بعد نشر تهديد ولايتي، وجدها العراقيون حلاً لإنهاء التناقض الذي يعيشه العراق في ظل حكم وكلاء ولي الفقيه في بغداد، والذين لا يختلفون عن بعضهم البعض وإن تغيرت الوجوه.. فمن إبراهيم الجعفري إلى نوري المالكي وصولاً لحيدر العبادي، لم يكن الأمر بيدهم، إذ تأتي التعليمات من طهران؛ والنصائح من واشنطن والجالسون في المنطقة الخضراء ينفذون ما تأتيهم من إملاءات.. ويرى العراقيون أنه بدلاً من تبليغ الوكلاء بالتعليمات على ولي الفقيه اختصار الوقت ووقف التناقض، وإرسال من يمثله ليحكم العراق، ولا يرتكب الإيرانيون سابقة في هذا الأمر فقبلهم نصب الأمريكيون بريمر حاكماً على العراق، وهو الذي وضع لهم الدستور الذي كرس مبدأ المحاصصة وأقام مافيا الطائفية الحاكمة في العراق.. ولا يحتاج ولي الفقيه إلا التفاهم مع من يصفه بـ(الشيطان الأكبر) لتفعيل تشديد القبضة الطائفية في العراق؛ وهو أمر يمكن الحصول عليه من الحلفاء والمستترين.. ألم يحصل مفاوضو ولي الفقيه كل ما أرادوه في مفاوضات الملف النووي بعد أن أطلقت واشنطن يد ملالي إيران للتلاعب في المنطقة العربية، مقابل ضمان أمن إسرائيل والحصول على تأكيدات من مفاوضي خامنئي بوقف البرنامج النووي الإيراني؛ وبالذات المتعلق بتصنيع الأسلحة النووية مقابل تعزيز النفوذ الإقليمي لملالي إيران على حساب الدول العربية؛ ليس في العراق وسوريا ولبنان، بل فرض هذا النفوذ في اليمن والبحرين وكل دول الخليج العربية..؟.

الأمريكيون الذين سلموا العراق على طبق من ذهب لوكلاء ملالي إيران وساعدوهم على السيطرة على سوريا ولبنان بتقاعس ساكن البيت الأبيض في وقف انتهاكات نظام بشار الأسد وعدم دعم المعارضة السورية الوطنية لا مانع لديهم من السماح للإيرانيين من أي عمل يعزز وجودهم في العراق مثلما غضوا النظر عما يفعله الملالي في سوريا وفي لبنان، ففي سوريا القوات الإيرانية النظامية من حرس ثوري وجيش نظامي ومليشيات تابعة لإيران تقتل السوريين دون أن يحرك ساكن البيت الأبيض ساكناً، ولا يضره أن يدمر ملالي إيران استقرار لبنان ويمنع ساستها من تنفيذ الاستحقاقات الدستورية ليصبح لبنان بلا رئيس أكثر من عام ويجدد للبرلمان وحكومة بلا فعالية.

إطلاق يد ملالي إيران والسماح لهم بالعبث بأمن الدول العربية والهيمنة على أربع دول منها لن يمنعهم من حكم العراق سواء بواسطة قاسم سليماني أو علي أكبر ولايتي، لأن ذلك هو الحاصل فعلاً وليس تغطيته بحكم العملاء وكلاء ولي الفقيه، وهو ما أراد النائب العراقي تأكيده، عسى أن يوقظ العراقيين من سباتهم في ظل الاحتلال الإيراني.