&مايكل نايتس والكسندر ميلو& &&

تمكنت قوات التحالف إلى جانب الضربات الأميركية مؤخراً من دحر تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" في عدة مدن وموانئ ومنشآت للطاقة في الجنوب. وعمد التحالف الخليجي الذي تقوده السعودية والذي يحارب إلى جانب الحكومة اليمنية إلى إعادة توجيه نسبة مهمة من جهوده العسكرية نحو المعقل الناشئ للتنظيم في الجنوب، خاصة وأن محادثات السلام المطوّلة أدّت إلى عرقلة الحملة الهادفة إلى استعادة العاصمة عدن من قوات الميلشيات الأخرى.

بدأت الاستعدادات للحملة الراهنة ضد تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" في موعد مبكر هو أبريل 2015 مع بدء مفاوضات هادئة مع القبائل الكبرى في جنوب وشرق اليمن. وبحلول فبراير 2016، كان التحالف قد انخرط في مساع عسكرية كبيرة لإقصاء التنظيم عن "المكلا" والممر الساحلي بين "لحج وأبين".

وتسهيلاً لهذه الحملة، استندت وحدات من الإمارات العربية المتحدة إلى الدروس المتعددة التي تعلمتها خلال انتشارها في الصومال وأفغانستان وليبيا. وفي "عدن"، شكِّل التحالف 6 وحدات تتألف كلٌّ منها من 100 مقاتل من المقاومة المحلية تساندها القوات الخاصة الإماراتية، فيما عملت وكالات الاستخبارات الخليجية مع السكان المحليين لوضع لائحة بأسماء الأعضاء المستهدفين من تنظيمي "القاعدة" و"داعش".

وفي 20 مارس، قام 600 عنصر يمني في آليات "النمر" التكتيكية المزوّدة من الإمارات بشنّ عمليات برية ضد التنظيم، وتمكنوا بدعم من مروحيات "الأباتشي" الإماراتية من إخلاء منطقة "المنصورة" وإخراج مقاتلي التنظيم من معقلهم في سجن "المنصورة" المركزي، مما أسفر عن مقتل ما يقدَّر بنحو 120 عنصراً منهم.

أما إلى الشرق، فخاض التحالف عملية مماثلة في "المكلا" إنما على نطاق أكبر بكثير. فقد بدأ منذ عام يُشكل برويَّة قوة قوامها 10 آلاف عنصر لاستعادة المدينة، من ضمنهم نحو 4500 جندي يمني من "المنطقة العسكرية الثانية"، ونحو 1500 مقاتل قبلي من "اتحاد قبائل حضرموت"، إضافةً إلى 4000 عنصر من الثوار المعادين لتنظيم "القاعدة" من "المكلا" نفسها. وكما حدث في "عدن"، ساعدت هذه القوات التحالف في النهاية على وضع لائحة استهداف مفصّلة لمواقع عمليات التنظيم، والتي تم استهدافها بعد ذلك بالضربات الجوية ونيران المدفعية البحرية منذ 18 أبريل 2016. وأتيح بذلك لقوات الإغاثة الوصول إلى المقاومة المناهضة للتنظيم داخل المدينة في 25 أبريل، في حين نفّذت البحرية الإماراتية إنزالات مساعِدة على طول الساحل إلى جهة الشرق. وقد سقط في هذه العمليات ما يقدَّر بنحو 450 مقاتلاً من عناصر التنظيم.

وقد جرى تعزيز الحملات المنفّذة في "المكلا" و"عدن" بجهودٍ متابعة لمنع إعادة تسلل التنظيم إليهما. وامتدّت عمليات الملاحقة إلى شرق "عدن" وغرب "المكلا" لرفع يد التنظيم عن المدن والطرق الساحلية، بينما تم تكليف قوات المقاومة الداخلية بمهام الشرطة المحلية برواتب مدفوعة من قبل التحالف في الوقت الراهن. بالإضافة إلى ذلك، وحتى قبل تحرير بعض الأحياء، استطلعت قوات التحالف سرّاً الخدمات الأساسية التي تحتاج إليها المجتمعات المحلية، وبذلك مكَّنتها من توزيع الطعام على الفور من المخازن، وإرسال فرق إعادة الإعمار بعد خروج تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب".