&&سمير عطا الله&&

معظم التاريخ، مثل معظم الإنسان، عبث. الدول الكبرى والدول الصغرى والدول الوسطى، عبث. الشعوب البيضاء والشعوب السمراء والشعوب «الصفراء»، عبث. السيد أوباما سوف يسافر في وقت لاحق هذا الشهر إلى هيروشيما وفيتنام. اختصاص بارع ومتفوق في القضايا التي حلت مع الزمن من تلقاء نفسها. البحث عن حروب لم يبق منها سوى غبار التاريخ، سواء الإشعاعي الذي يعتبره السيد أوباما خطًا أحمر، أو عادي كالذي يعتبره خطًا مفتوحًا.

قنبلة هيروشيما الذرّية تسببت في قتل مائة ألف ياباني. أما الأسلحة «التقليدية» في فيتنام، فقد تسببت في مقتل نحو 3 ملايين إلى 3.5 مليون بشري. والآن، فيتنام شريكها الاقتصادي الأول الولايات المتحدة، وليس الصين. واليابان حليفها الأول أميركا، وليس جيرانها الآسيويين الذين نكّّلت بهم طوال عقود، قبل أن تتحول إلى دولة متحضرة تعرف أن الإمبراطور بشر، وليس إله الشمس. بشر.

وإذا كان السيد أوباما يُشكر على شيء، فعلى أنه لن يعتذر عما حدث. لو فعل، لتذكّر ملايين الناس أحباءهم الذين جاءت أميركا بطائراتها وأساطيلها لكي تحاربهم في أراضيهم. الأفضل أن ينسى الجميع، رغم رمزية الاعتذار.

ابتدع فكرة الاعتذار الألماني الطيب فيلي برانت، عندما زار بولندا، وركع يعتذر عن مقتل 3.5 مليون إنسان، يوم أراد أدولف هتلر أن يحكم أوروبا ابتداء بالجيران المساكين. لكن اعتذاره، على صدقه ورفعته، لم يحرّك العظام في بلد حوَّله الألمان والسوفيات إلى أوسع مقبرة في العالم منذ هولاكو. طبعًا، بول بوت غير المعادلة، وقلب الأرقام القياسية فيما بعد، عندما ذبح نحو 3 ملايين كمبودي، وعلق جماجمهم في متحف العاصمة. ثم علق جمجمة العاصمة، ثم مات على سرير حديدي من رائحة الموت ولوثة الجنون.

كما ذكرنا غير مرة، يمضي السيد أوباما (وأفراد العائلة) في جمع الصور التذكارية. أما القضايا المتفجرة الآن، فقد يأتي من يعتذر عنها فيما بعد، وينتهي الأمر. ويحمل السيد أوباما هدية خاصة إلى الفيتنام: قرارًا برفع حظر الأسلحة عنها: أي نوع تريدون، إلا الخط الأحمر..

&

&

&

&