&خالد أحمد الطراح

تلقيت ثناء لا استحقه من الاخوة الاعزاء في مقدمتهم الدكتور خليفة الوقيان والدكتور عادل العبدالمغني وطلال الرميضي أمين عام رابطة الادباء تعليقا على مقالي بعنوان «وزارة تكميم الافواه (الشؤون سابقا)» بخصوص امسية شعرية تضامنا مع ابرياء حلب، نجت من سهام الوقف المتعمد لقطاع التعاون في الوزارة.

لا استحق الثناء على المقال لسببين اساسيين، وهما ان النظام الاساسي للرابطة لا ينص على الحصول على اذن مسبق من وزارة تكميم الافواه، خصوصا ان للرابطة تاريخاً ممتداً منذ عام 1964 وأسستها شخصيات حافظت على رسالة الرابطة وجسّدت امنيات وتطلعات الرواد في الميدان الثقافي والمعرفة والتنوير حتى قبل استقلال الكويت. أما السبب الثاني، فينحصر في حرصي على مشاركة الاخوة في الرابطة امتعاضهم الشديد للموقف الذي شهدته الامسية الشعرية.

ولا استحق الشكر في الدفاع عن حريات الادباء والتعبير، فما تعرضت له الرابطة ممكن ان يتكرر بشكل اخر وربما من جهات رسمية اخرى بذرائع مختلفة، وهو للأسف واقع جديد على الساحة المحلية التي شهدت معارك ثقافية وسياسية من اجل ما تحقق من مكتسبات ديموقراطية دستورية.

ولكن لا بد من الاعتراف بأن وقفتي مع الرابطة جاءت نتيجة معرفة شخصية مع اخوة اعزاء من المراجع في الحركة الثقافية لهم اسهامات وبصمات في تاريخ تطور الثقافة، علاوة على تزامن القرار الارتجالي للوكيل المساعد للتعاون في طلب وقف الامسية مع قراءة متكررة لكتاب الثقافة في الكويت الطبعة السادسة 2014 لأخي الكبير د.خليفة الوقيان (ابوغسان) الذي رأى النور، لله الحمد، قبل ان يولد ربما بعض المسؤولين، وقبل ان تتولد قوة تغل يد ابوغسان من تحديث مؤلفاته، لا سيما كتابه عن الحركة الثقافية وتطورها التاريخي الذي يحتاج الى اكثر من مقال، فقد سلط ابوغسان الضوء على مبادرات ثقافية عديدة ومتنوعة، سردها بحيادية ودقة عن مرحلة المبادرات الثقافية وترسيخ مبادئ حرية التعبير والرأي قبل ان تنقلب الموازين وتختلف القوانين حتى اصبح الكتّاب والمؤلفون اسرى لهاجس الوقوع في المحظور قانونا على الرغم من ان الاهداف هي نفسها التي عرفتها الكويت واهلها منذ الستينات وقبل ذلك ايضا!

حين كتبت مقالي، كان في بالي تحريك الضمائر وتحديدا ضمير الاخت الوزيرة هند الصبيح، في رد الاعتبار للرابطة وقاعدتها الجماهيرية الواسعة بالاعتذار علنا وليس خلف الكواليس، ومحاسبة من يرتجل في القرار أو يستغل صلاحياته في اتجاهات غير تعاونية!

لم يصدر رد من الوزيرة الى الرابطة وهو امر غير مستغرب في ظل مرحلة تقييد الثقافة، والله يستر ألا تصبح الرابطة يتيمة على يد وزارة تكميم الافواه، أو أن تخرج الوزارة بقرار اقامة دورات تدريب للشعراء تلقنهم مسبقا في ما يسطرون من شعر ونثر