مع إعلان العراق الانتهاء من العمليات العسكرية في الفلوجة وتحريرها من سيطرة «داعش»، تتجه الأنظار إلى الموصل، وهنالك خياران أمام الجيش، إما الانطلاق باتجاه المدينة من الشمال، بعد تحرير الشرقاط القريبة من نينوى، أو التوجه غرباً لاسكمال السيطرة على محافظة الأنبار، خصوصاً مدينتي القائم والجزيرة على الحدود العراقية - السورية لإطباق الخناق على التنظيم.

وأعلن رئيس الحكومة القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، من الفلوجة تحرير المدينة من سيطرة «داعش» في شكل كامل، ورفع العلم الوطني متوسطاً عشرات المقاتلين قرب المستشفى العام، وتعهد رفعه في الموصل «قريباً»، كما دعا «جميع العراقيين إلى الاحتفال بهذا اليوم» وقال إن «الدواعش وأنصارهم وأزلامهم وكل المرتبطين بهم حاولوا أن يوقفوا هذا الزحف وأطلقوا دعايات مغرضة وإشاعات كاذبة كثيرة، لكن قواتنا المسلحة استطاعت إفشالها وتحقيق النصر».

إلى ذلك، أكد قائد العمليات الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي انتهاء المعارك في الفلوجة، فيما قال وزير الدفاع خالد العبيدي إن 90 في المئة من مناطق المدينة سلمت من الخراب وصالحة للسكن. ورأى قادة عسكريون أن عملية الفلوجة قد تكون نموذجاً يطبق في الموصل، لجهة الخطط العسكرية المحكمة التي استخدمت وانخفاض الخسائر البشرية، خصوصاً بين المدنيين، بالإضافة إلى الحفاظ على معظم البيوت والمباني الرسمية.

وستكون مهمة إعادة النازحين من الفلوجة إلى دورهم، وتسوية ملفات عناصر «داعش» وفرزهم عن السكان والتعامل معهم، خصوصاً بعدما أعلن المئات منهم توبتهم، من أهم التحديات التي تواجه قوات الأمن خلال الأسابيع المقبلة.

وقالت مصادر رفيعة المستوى لـ «الحياة» إن خلافات أخرى تسود الأطراف المختلفة، بينها وزارة الدفاع وقادة العمليات، إضافة إلى «الحشد الشعبي»، و»البيشمركة»، فضلاً عن التحالف الدولي، تتعلق بالخطوة التالية بعد الفلوجة.

وكانت وزارة الدفاع فتحت خلال الأيام الماضية جبهة مدينة الشرقاط، القريبة من نينوى، في مؤشر إلى أن معركة الموصل ستكون التالية في الحرب على «داعش»، لكن خبراء عسكريين يعتقدون أن ذلك سيترك الحرب النهائية ضد التنظيم في المدن والبلدات الحدودية بين العراق وسورية، والممتدة بين محافظتي الأنبار ونينوى إلى وقت لاحق، علماً أن هذه المناطق تشكل الثقل الأساسي للتنظيم، ولا يمكن حسم هذه المعركة من دون اشتراك قوات من الجانب السوري.

ويبدو أن خيار تحرير الموصل ومن ثم التوجه إلى الحدود، متفق عليه بين الحكومة وقيادة التحالف الدولي، على أن يتم تطبيق خطة الفلوجة، وأن تكون آخر نقطة لوجود «الحشد الشعبي» في بيجي، وأن لا يندفع إلى الشرقاط تاركاً المعركة للقوات الرسمية و «البيشمركة» ومقاتلي أثيل النجيفي، بالإضافة إلى العشائر السنية. ولا تحظى هذه الخطة بموافقة «الحشد» وإيران التي تفضل شن حرب على امتداد الحدود السورية - العراقية بمشاركة الجيش السوري نفسه.