&&خالد أحمد الطراح

كنت أخشى أن يقود قرار بعض القوى السياسية ومنها الحركة الدستورية (حدس) بخوض الانتخابات المقبلة الى مزيد من التشرذم في الشارع السياسي الذي شهد احتداما وصداما قبل صدور مرسوم الضرورة بنظام الصوت الواحد، وهو ما بدأ يلوح في الافق حاليا من بعض القيادات والقوى السياسية.

كنت أتمنى ان يؤدي كسر المقاطعة الى عودة قوى سياسية قادرة على الاتفاق نحو اصلاح النظام الانتخابي بالدرجة الاولى، كما حصل في الإطاحة بعدد غير مسبوق في حكومات سابقة من دون الانحياز لقوى ضد اخرى، فمصلحة الكويت ينبغي ان تكون فوق اي اعتبار او موقف سياسي حتى لو كانت هناك مواقف مبدئية، وهي محل احترام وتقدير مهما كانت طبيعتها ومضمونها.

بعض الاطراف والقوى تطالب باعتذار «حدس»، بينما ينبري البعض الآخر الى تسجيل ملاحظات وتحفظات مغلفة بالنصيحة، وهي مطالب وملاحظات تعجيزية تقطع الطريق نحو التلاقي حول اهداف سياسية اصلاحية تنتشل البلد من حالة التراجع والقفز على القوانين بقوانين اخرى لا تخدم سوى مصالح البعض في الادارة الحكومية او الموالين لها والمستفيدين من الفوضى السياسية.

أكتب متعمداً عدم ذكر احد باسمه وتحديد الاخطاء، لأنني على قناعة بضرورة التلاقي، سواء من خلال الاتفاق على كسر المقاطعة او دعم القوى المستعدة على خوض الانتخابات المقبلة طالما القرار يصب في مصلحة الهدف المنشود، وعلى قناعة ايضا بان الخوض في التفاصيل لن يعود بالفائدة على المصلحة الوطنية.

هناك شخصيات كانت وما زالت مقرّبة جدا من دائرة القرار السياسي، وهي لم تقدم رأيا مؤيدا لما عرفته الكويت وشعبها ابان فترة رئيس الوزراء السابق، بينما تبدي اليوم رأيا مبطنا باتهامات لــ «حدس» والتكتل الشعبي وقوى اخرى ايضا، وهو امر يثير كثيراً من التساؤلات.

اما بالنسبة الى من يطالب بالاعتذار فعليه ان يتذكر ان هناك ملفات عدة، منها ما هو طائفي وقبلي وفئوي وحكومي، ايضا، تستدعي الاعتذار للشعب الكويتي، وهناك ايضا تماد في قرارات خاطئة خلال تشكيلات وزارية غير مسبوقة اثناء سنوات اكثر عددا من سنوات رئاسة الوزراء تلك الفترة!

النبش في القبور السياسية ليس في مصلحة الكويت، والمصلحة الوطنية تتطلب الاصطفاف صفّاً قويا على المستوى الانتخابي من اجل عودة قوية من شأنها تصحيح مسار العمل السياسي، ولا اظن ان هناك من ينكر تاريخ الكويت السياسي الحافل بالتضحيات والدروس، التي يفترض ان نتعلم منها، وليس الالتفات عنها.

«القوة في اعلان الحقيقة» شعار سياسي قديم ينبغي ان يترسخ من خلال اعلان وتحديد اهداف كسر المقاطعة، من اجل توسيع قاعدة المشاركة، بعيدا عن القسوة في العتب، فالمرحلة المقبلة ليست سهلة وتحدياتها تستوجب وحدة الموقف والأهداف حتى تتمكن القوى الصامتة من الكلام، وإيصال رسالتها.

&

&