&&خالد بن حمد المالك

&ليس أعجب ولا أغرب من أن تجد من يبيع عقله لغيره، وبالتالي لا يدرك ما يدبر له، وما يخطط للإضرار به، ومع ذلك يبقى سادراً في جهله، غير مستعد لتصحيح مواقفه، يوهم نفسه بأنه على حق، وغيره على خطأ، حتى وإن كلفه ذلك حياته، حتى وإن كان هذا السلوك الذي يصدر عنه يعرض سلامة بلاده للخطر.

* *

لاحظوا ما يفعله العميل عبد الملك الحوثي والمخلوع العميل الآخر علي صالح باليمن واليمنيين، في عناد مكشوف، ورفض غير مبرر لكل الفرص التي أتيحت لهما لإنقاذهما من المأزق الذي وضعتهما فيه إيران، واستعرضوا ما حل بهما وبالعصابات المنضوية تحت تصرفهما منذ قاما بالانقلاب على الشرعية وإلى اليوم، بفعل الشعور بالقوة غير الموجودة، والتأثير الإيراني الذي ليس له من سند، والأحلام غير الممكن تحقيقها لهم.

* *

صحيح أنّ إيران تمدهم بالسلاح والمال، وتُعينهم بالتدريب، وصحيح أنّ روسيا تدّعي بأنها على الحياد وهي ليست كذلك، وصحيح أنه ليس هناك ما يشير إلى أن مجلس الأمن مصمم على تطبيق قراره 2216، وأن أمريكا ودول الغرب ليسوا متحمسين في قمع الانقلاب، وإن كانوا يظهرون إعلامياً في لغة ناعمة داعمة للشرعية، إلا أن هذه وغيرها لن تمكّن الحوثي وصالح من القدرة على إيقاف التحالف والجيش الوطني والمقاومة الشعبية من تحرير اليمن من الانقلاب.

* *

باختصار شديد، إيران حصان خاسر، والاعتماد عليها لن يفضي لعصابات الحوثيين والمخلوع صالح، إلا المزيد من الهزائم بدلاً من الانتصارات الوهمية التي تبشرهم بها إيران، وتعدهم بتحقيقها، وتدعوهم إلى مواصلة القتال ضد التحالف والمقاومة والجيش الوطني، فيما هي من بعيد تراقب المشهد، ولا يعنيها كم من قتلى يمنيين وخراب بيوت، طالما أن ذلك قد يوصلها إلى شيء من أهدافها المشبوهة، حتى ولو كان على حساب من تدعي أنهم حلفاؤها أو عملاؤها على الأصح في اليمن.

* *

لقد آن لمن لديه عقل أو بعض عقل يفكر فيه أن يتدبر أمره، وأن يعيد قراءة سيناريو معاركه منذ انقلابه على الشرعية وإلى اليوم، وأن يتصرف بحكمة وعقل ليتجنب المزيد من الهزائم والويلات، وأن يدرك بأن التراجع في المواقف وقد أدرك خطورتها أفضل بكثير من التمادي في مثل هذه المغامرات، وهو ما ينطبق على عبدالملك الحوثي وعلي عبدالله صالح، إن كان قد بقي لديهما من عقل يحتكمان له، بعيداً عن إملاءات إيران.

* *

تلك قراءة سريعة لحالة اليمن في ظل مجلس قالوا إنه من سيحكم اليمن مناصفة من الآن بين الحوثي والمخلوع، ومجلس نيابي غير دستوري وغير كامل النصاب يقولون إنه صادق عليه، بينما لا توجد دولة مرشحة أو مهيأة لأن تعترف بهذه الإجراءات الأحادية سوى إيران ونظام بشار، ما لا يعول عليهما، ولا قيمة لأي اعتراف يصدر منهما، فالحكومة اليمنية الشرعية باقية ومعترف بها دولياً، ولا قيمة لأي قرار يصدر في لحظة يأس وإحباط من انقلابيين فقدوا القدرة على أخذ القرار الصحيح، وعلى مواجهة نيران التحالف.