واشنطن: محمد علي صالح

بينما يستمر نقد أميركي قوي ضد الاتفاق النووي مع إيران، بعد مرور أكثر من عام على توقيعها، سخر البنتاغون من فيلم إيراني عن هزيمة الأسطول الأميركي في الخليج، وأصدر معهد أميركي تقريرا اتهم إيران باستمرار خرق الاتفاق.

معهد الأمن العلمي والعالمي (آي إس آي إس) في واشنطن قال في تقرير له إن إدارة الرئيس باراك أوباما «تظل تعلم علما كاملا» بأن إيران تظل تخرق الاتفاق. وأن الإدارة: «أكثر من ذلك، تأمرت مع إيران، عن طريق فقرات سرية في الاتفاق، لاستثناء خروقات إيران من العقاب حسب الاتفاق، ومن بين هذه الخروقات، عدم التزام إيران بسقف امتلاك 300 كيلوغرام من اليورانيوم المتوسط الإشعاع، وعدم التزامها بسقف امتلاك 20 في المائة منه، وعدم التزامها بسقف الماء الثقيل و(الخلايا الساخنة)، حتى لا تستعملها في تطوير أسلحة نووية».

ونقلت مجلة «ناشيونال ريفيو» قول فريد فلايتز، الخبير في معهد سياسة الأمن (سي إس بي) في واشنطن أنه من الواضح منذ عدة شهور، هذه المؤامرة وذلك عبر تصريحات إدارة أوباما بأن إيران تلتزم بالاتفاق.

من جهة أخرى، نشرت صحيفة «هافنغتون بوست» مقالا لرئيس المجلس الإيراني الأميركي العالمي في واشنطن مجيد رفيق زاده، تشاءم فيه حول «أي نوع من أنواع الصداقة يمكن أن تتأسس» بين إيران والولايات المتحدة. حتى إذا نفذت إيران كل التزامات الاتفاق النووي. وقال: «لتعلم أميركا أن شعار (الموت لأميركا) هو الذي يوحد الإيرانيين. لولا ذلك، لانهار الحكم في إيران، ولعمتها الفوضى، منذ سنوات كثيرة».

في هذه الأثناء سخر مصدر في البنتاغون من فيلم إيراني جديد عن مواجهة مع الأسطول الأميركي في الخليج. وقال إنه حتى لا يود أن يعلق عليه: «لأنه من السخيف فعل ذلك».

وكانت صحيفة «برايتبارت» نشرت أن فيلم «التصميم 2» من إنتاج إدارة الإعلام الإسلامي في إيران. وأنه صدر تحت إشراف مكتب آية الله خامنئي، المرشد العام والذي فيه يبدأ الفيلم بهجوم أميركي على إيران بحرا، وجوا، وبرا. مع محاولات لإنزال قوات أميركية في جنوب إيران. وينتهي الفيلم بتدمير السفن والطائرات والدبابات أميركية تدميرا كاملا.

في الشهر الماضي، رغم أن الرئيس بارك أوباما ووزير الخارجية جون كيري وآخرين في الإدارة الأميركية نفوا وجود صلة بين إطلاق سراح الرهائن الأميركيين في يناير (كانون الثاني) الماضي، مقابل إرسال 400 مليون دولار إلى إيران، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن العمليتين نسقتا تنسيقا دقيقا منذ فترة طويلة قبل تنفيذهما، وأضافت الصحيفة، نقلا على لسان مسؤولين أميركيين اشتركوا في العمليتين، وطلبوا عدم نشر أسمائهم أو وظائفهم، أن الأنظار كانت تتركز على طائرة تابعة للسلاح الجوي السويسري، كانت هبطت في طهران، وحملت الرهائن الثلاث، وعادت بهم إلى سويسرا. وحرص المسؤولون الأميركيون على عدم أقلاع الطائرة المتجهة إلى إيران، والتي كانت تحمل 400 مليون دولار، قبل هبوط طائرة الرهائن.

في ذلك الوقت، دافع كيري عن تسليم مبلغ 400 مليون دولار نقدا لإيران. ونفى أنها كانت «فدية» مقابل إفراج طهران عن الرهائن. أو أن لها صلة بالاتفاق النووي الإيراني. وأضاف: «لا تدفع الولايات المتحدة فدية لأي أحد، عن أي موضوع، في أي وقت». وقال إن هذا المبلغ نوقش في مسار منفصل عن الاتفاق النووي مع إيران. وأنه جزء من دعوى إيرانية قائمة منذ سقوط شاه إيران بعد الثورة في عام 1979. وأن الدعوى حسمت في محكمة المطالبات الإيرانية الأميركية في لاهاي.