هايل الشمري

 يقول الزميل القدير فهد عامر الأحمدي في مقاله أمس الخميس بصحيفة "الرياض"، إن صلاحية كوكب الأرض باتت وشيكة، ويتحتم على البشر التفكير جديا باستعمار كوكب جديد بحلول عام 2050!

يحز في النفس أنه شارفنا على الرحيل عن كوكب الأرض، ولا يزال معظم مواطنينا عاجزين عن امتلاك مسكن، كل ما لديهم وعود وتصريحات من وزارة الإسكان، وهذا يستحق الدعم وذاك لا يستحق!

ثم لا نعلم ماذا نجيب سكان الكوكب الجديد عندما يسألون عن أسعار الأراضي عندنا، لن يصدقوا إن أخبرناهم أن سعر الأرض في وطننا مثلاً، يعادل أكثر من نصف تكلفة البناء، سيظنون أننا نسخر منهم إن قلنا إن مساحة وطننا تزيد عن مليوني كيلومتر مربع، ومع هذا يعجز كثير منا عن امتلاك أرض!

وعندما يسألون عن سبب تأخر وصولنا إلى كوكبهم، سنخبرهم عن صعوبة إيجاد حجز على ناقلنا الجوي الأول، وأننا طوال وجودنا على الأرض لم نر الناقلات الجوية الجديدة وهي تحلق في أجوائنا، رغم مضي سنوات على فوزها برخص التشغيل الداخلي!

وبما أننا في سيرة النقل، سنشرح لهم معنى "تحويلة" من باب تبادل الثقافات بين الكوكبين، سنقول إنها أشبه بمتاريس توضع على الطرق لسنوات، فتتحول إلى مصائد لسالكيها. وسنخبرهم أننا قدمنا وتركنا خلفنا طرقاً مليئة بالمتاريس!

سنرحل عن كوكبنا العزيز ونأخذ معنا ملف التأمين الصحي لنستكمل دراسته هناك، لأنه يبدو أن سنوات بقائه على الأرض وتجواله بين مجلس وهيئة ولجنة ليس كافياً لإقراره!

سنترك كوكب الأرض قبل أن نغلق باب آخر بيت مستأجر اتخذناه مدرسة، صحيح أن وعود آخر مبنى مستأجر كانت قبل سنوات، لكن يبدو أننا نحن من سيختفي أولاً قبل تلك البيوت (المدرسة)!

أخيراً دعونا نتفق على أنه عندما يسألنا أهل الكوكب الجديد عن بعض البرامج التي سمعوا بها، مثل "نطاقات" وغيره، فعلينا أن "نجحدها"، وندعي وجودها في كوكب آخر غير الأرض!

تخيلوا ونحن نحزم أمتعتنا استعدادا للرحيل عن كوكبنا العزيز، فنسمع صوتاً ينادي من بعيد: لقد استحدثنا رسوماً للمغادرة .. فلا رحيل بلا رسوم!