&أعلن «تكتّل التغيير والإصلاح» النيابي عن نيته التحرك في «28 الجاري حيث محطة الاستحقاق الرئاسي الوطني (الجلسة النيابية الـ45 لانتخاب رئيس) و13 تشرين الأول (أكتوبر) (ذكرى إزاحة العماد ميشال عون من قصر بعبدا عام 1990) إذا ما وصلنا إلى استحقاقاتنا وسلطاتنا ومواقعنا معلقة على خشبة الكيد والظلم».

ونقل عضو التكتل سليم جريصاتي عن عون بعد الاجتماع قوله: «عندما نتحرك لن يقف تحركنا، وأُعذر من أَنذر، ولن نتوقف قبل الرئاسة وقانون الانتخاب بالمعايير الميثاقية، لا أكثر ولا أقل».

وقال مصدر موثوق في التكتل لـ «الحياة» إن «المقصود بإعلان هذين التاريخين أن هناك مؤشرات أمهلناها أياماً معدودة لأن التواصل لم ينقطع مع «تيار المستقبل» الذي تمنى علينا أن نكون في حال انتظار مرن وإيجابي، لكن يجب أن يتحقق من هذا الانتظار شيء واضح، فإذا وصلنا إلى محطة 28 الجاري وانتخب عون كان به وإذا لا فإن الفترة الفاصلة بين 28 الجاري و 13 تشرين الأول هي لبناء التحرك في 13 تشرين». وأوضح أن «بيان الأمس إنذار حتى تاريخ الجلسة النيابية وبعدها تجري التعبئة الشعبية لتحرك وازن هدفه القول نحن هنا وهذا ما نمثّل».

وسألت «الحياة» غير مصدر في التكتل عن طبيعة التحرك المقرر لكن أكثر من نائب تكتّم عن طبيعته ومكانه وسط تأكيد بأنه سيكون على شكل تظاهر وحشد كبير يتطلّب ساحة واحدة لاستيعاب الجماهير التي ستشارك فيه والتي سيلقي فيها عون خطاباً، وأن التظاهر قد يكون متدحرجاً ويشمل الاعتصام وهناك احتمال للعصيان. وعلمت «الحياة» أن «هناك عدة اقتراحات لمكان التحرك والأمر متروك لعون كي يحسمه لكنه سيكون تحركاً حضارياً كما حصل العام الماضي».

وعن مشاركة الحلفاء في هذا التحرك، قال المصدر الموثوق: «لم نطلب شيئاً من الحليف الاستراتيجي (حزب الله) لكنه في أجواء ما ننويه». وفيما أوضح مصدر في التكتل أن «الاتصالات مستمرة مع القوات من دون الحصول على جواب واضح منها بعد»، قال المصدر إنه «لم يطلب من القوات شيئاً، وربما هدف عون أن يقتصر التحرك على مناصري تياره ليؤكد أن هذه هي حيثيتنا على رغم ما قيل عن تأثير إجراءات اتخذت في التيار ضد بعض ناشطيه».

وكان جريصاتي تلا بياناً صادراً عن التكتل شدد فيه على «الدور والوجود في الشراكة الوطنية، لا عليها ولا خارجها، ومن يرغب بنا يأتي إلينا بالحلول الميثاقية وليس بأي حل سلطوي». وأكد أن «الميثاق عهد وليس صفقة أو تسوية انحدارية. رئاسة وقانون انتخاب، البوصلة واحدة وواضحة، ولن نضيع ولن يغرقنا أحد في متاهات أخرى».

وشدد على أن حزب «التيار» محفّز ودليل قاطع على أن الأحزاب المنضبطة والمذخرة شعبياً هي فرصة حقيقية لإيجاد ظروف التغيير والإصلاح». ونقل عن عون قوله «إننا القدوة وسنبقى... وغداً لناظره قريب إن كان في 28 أيلول أو في 13 تشرين».

وتحدث عن «خدعة لن تنطلي علينا»، داعياً «المسيحيين إلى الاتحاد لأن في اتحادنا قوة ولما اتحدنا تواروا ورفعت المتاريس». وقال: «متاريسكم من ورق بائد ومتاريسنا من ورق الميثاق». ولفت إلى «حارس الميثاق الأمين لن يألو جهداً لتحقيق الشراكة الكاملة في السلطات والمواقع الدستورية فتستكين كل المكونات على يومها وغدها ونرسي حكم الأقوياء الضامن الحقيقي لإنهاض مشروع الدولة القوية والعادلة على ما ورد في الميثاق- العهد وعلى أمل التحرر يوماً من القيد الطائفي». ولاحظ أن «الأوضاع ما زالت على حالها على المستوى الرسمي اللبناني، أما على مستوانا نحن فثمة مؤشرات لا تزال قائمة وأمهلنا أنفسنا أياما معدودة». وأكد أن «مرحلة التعبئة في بدايتها ونحن في مرحلة التحضير للتحرك المتدرج تحت عنوان الميثاق الذي هو عهد ارتضاه شعبنا حقوق ميثاقية هي تُمارس ولا تعطى لا في الرئاسة ولا في قانون الانتخاب».

وقال جريصاتي: «يا كفرة ماذا فعلتم بالعهد؟». ولفت إلى أن «هذا الميثاق هو هذا العهد ويجب أن يتجلى في كل مظهر من مظاهر الشراكة الوطنية، أي عدائية في هذه المقاربة هي عدائية تستهدف لبنان لأن تحرك زعيم التكتل ومؤسس التيار العماد عون يهدف إلى إنقاذ لبنان»، ولا أحد يزايدن عليه أو على تكتله أو على تياره في مقارباته الوطنية سواء لجهة ثروات لبنان الطبيعية وطاقاته ومياهه وأمنه واستقراره ولاستحقاقات مواقعه الدستورية». ورأى أن «الفساد والدين العام يعمان لبنان ونقيضهما في النهج والحكم يفيد كل لبنان وإذا زال الميثاق زال الوطن، لأن الميثاق- العهد هو مصدر الدستور وملهمه».

أما بالنسبة إلى الوضع الإقليمي، فعول على «الاتفاق الأميركي الروسي المستجد في سورية بدءاً من صمود الهدنة المعلنة والتي استثنيت منها التنظيمات الإرهابية التكفيرية، أي داعش والنصرة بالتسمية الجديدة».

وعن ظاهرة الإرهاب التكفيري، ذكر بأن عون «قال سابقا عنها إنها ستنحسر ميدانياً وسيخسر الإرهاب ويبقى أن ما نشهده اليوم في العالم الإسلامي على مستوى المرجعيات الروحية هو تظهير صورة الإسلام الحقيقي وتصريح مفتي مصر في مؤتمر غروزني فضلاً عن بيان المؤتمر وخلاصاته هي من التجليات المضيئة لهذا الإسلام الذي يعيش اليوم أشد تضحياته والذي سيخرج منها منتصراً من دون أي شك».

وذكر بأن «التيار الوطني الحر وزع 3 آلاف بطاقة على منتسبين ملتزمين ومؤيدين، ما يدل على عافية بعد المأسسة، وصعود ملحوظ، وهو عصي على الخرق والسلبية».

وعبر التكتل عن «قلقه بسبب الوضع المالي المتأرجح والتردي الاقتصادي والأزمة الاجتماعية الخانقة في البلد بعد أن استنفدت خيراته».