مطلق بن سعود المطيري

ذهب البعض في إشادته ببطولة جبران إلى التدريب الذي حصل عليه، حيث بناء المهارة ورصد الخطر والتعامل معه، وهذا صحيح، ولكن كيف تصنع الشجاعة وكيف تطلب عند الحاجة لها؟ الشجاعة وهايب من الخلاّق لبعض خلقه، ومن ثم تربية أهل، ورعاية وطن، وهنا نقدم التحية، وننهض احتراما للأب والأسرة التي ربت الشجاعة في قلب الفارس، جرأة صنعتها التربية، ورعتها النفوس العزيزة، الإقدام على الخطر اسمى معاني الكرم والعطاء حيث يقول الشاعر: "لا كريم إلا كريم بنفسه يوم المنايا حاضر قصابها" فالجود في النفس فطرة الشجاع التي جاء بها إلى الدنيا، ويمنحها متى ما طلبها داعيها..

اختيار رجل الأمن فن اختبار الفروسية والشجاعة، فمتى ما أصاب الاختيار حفظ الأمن، وقد أثبتت الأحداث الخطيرة، أن اختبار اختيار رجال الأمن كان صادقا وأمينا، مشاهد القيم العالية من صدقات وتراحم ومساعدة المحتاج كثيرة ولله الحمد في بلدنا، ومن كثرتها أصبحت أمرا عاديا لا يحتاج التوقف أمامه، وأما قيمة الشجاعة الحقيقية، فتقل مشاهدتها بسبب قوة الأمن الذي باعد الحاجه لها، وإن كانت الحاجة جاءت البطولة كبيرة بحجم التاريخ، بل هي التاريخ ذاته عندما يكتب، شهادة المغفور له نايف بن عبدالعزيز بشجاعة رجل الأمن: "الإصابة في الصدر ولم تسجل حالة واحدة أصيب بها رجل الأمن في الظهر.. وهذا دليل الإقدام وعدم الهروب" كانت شهادة للتاريخ وجاءت شجاعة جبران لتنصف الشهادة وصاحبها غفر الله له.

الإرهاب خدعة تحاول دائما أن تغدر بالآمن وتخون الأهل.. والشجاعة رمح مسلط دائما على صدر الغادر المحتال، فرجل الأمن جعل ببطولته للشجاعة عيدا واحتفالا، هزيمة الشر نصر وفرح، وعندما يكون المطلوب رأس الوطن، ويهب فرسان الوطن لإنقاذه، ويكتب الله النصر فلابد أن نصدح بعبارات الشكر لله، ثم لأبطالنا الذين أرخصوا الأرواح من أجل وطن قدسه الله وطهره، وأوكل حمايته لجنوده اختارهم بعنايته وحفظهم برعايته.

وطن عزيز وكريم لا يمحى بالاختباء، ومكر المحارب للمحارب، يحميه الإقدام والتضحية الواضحة التي يشهد لها الله وخلقه، كريم هذا الوطن حتى في شهادته، وتكريمه لأبنائه، عزيز لا يقبل إلا الفعل العزيز وتضحية القلب العزيز، فشكرا لعزيز الوطن جبران.