دعا ريكس تيلرسون، المرشح لمنصب وزير الخارجية الأمريكي، في إدارة الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، إلى إعطاء الأولوية القصوى لمواجهة الإسلام الراديكالي، وأكد أنه بعد القضاء على تنظيم «داعش»، ستتاح الفرصة لزيادة الانتباه لوكلاء الإسلام المتشدد، كالقاعدة والإخوان المسلمين وعملاء إيران، فيما تقدم ثلاثة سيناتورات في مجلس الشيوخ بمشروع قانون يصنف الإخوان المسلمين والحرس الثوري الإيراني جماعتين إرهابيتين.

وزعم تيلرسون في كلمته أمام جلسة استماع مجلس الشيوخ ليل أول أمس الأربعاء، «إننا في حاجة لكي نكون أمناء مع أنفسنا تجاه الإرهاب الإسلامي، لأن مواطنين أعربوا عن قلق متزايد تجاه الإرهاب المتشدد، والأعمال الإجرامية التي ترتكب باسم الإسلام ضد الأمريكيين وأصدقائنا».

وقال: «إن هزيمة تنظيم داعش يعد مفتاح إجهاض ما يسمى بالإسلام الراديكالي (المتشدد)، الذي يشكل خطراً داهماً على استقرار بلادنا ورفاهية مواطنينا». وأشار تيلرسون إلى أن القضاء على «داعش» سيتيح لنا فرصة لزيادة انتباهنا لما يسمى وكلاء الإسلام المتشدد، كالقاعدة والإخوان المسلمين وعملاء إيران. وأضاف أن وزارة الخارجية الأمريكية، سوف تقوم بدورها في دعم المسلمين في جميع أنحاء العالم الذين يرفضون الإسلام المتشدد بكافة أشكاله.

وأضاف أن «منصات وسائل الإعلام الرقمية القوية تتيح الآن لتنظيم «داعش»، وتنظيم القاعدة، وغيرهما من الجماعات الإرهابية، نشر إيديولوجية سامة، تتناقض تماماً مع قيم الشعب الأمريكي وجميع من يقدرون الحياة الإنسانية في شتى أرجاء العالم». وأوضح أنه غالباً ما يتم تمكين هذه الجماعات وتشجيعها من قبل دول ومنظمات وأفراد متعاطفين مع قضيتهم.

كما شدد على ضرورة أن تواجه هذه الجهات عواقب، بسبب المساعدة على تمكين هذا «الشر» «داعش» القاعدة الإخوان وأكد تيلرسون، خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ، ضرورة القضاء على «داعش»، واصفاً ذلك بأنه الخطوة الأهم في سبيل تعطيل الجماعات المتطرفة.

وشدد على أن الانتصار لن يتحقق على أرض المعركة فحسب «بل يتحتم علينا الانتصار في حرب الأفكار(...) إذا ما تم تأكيد تعييني، سأضمن قيام وزارة الخارجية بدورها في دعم المسلمين الرافضين للإسلام الراديكالي بكل أشكاله في جميع أنحاء العالم».

وفي السياق نفسه ذكرت شبكة «سي إن إن» أمس أن السيناتور الجمهوري تيد كروز وزميليه مايكل ماكول وماريو دياز تقدما بمشروع قانون إلى المجلس باسم «حماية الأمريكيين من الإرهاب الإسلامي المتطرف»، يستهدف محاسبة الإخوان المسلمين والحرس الثوري الإيراني، باعتبارهما منظمتين إرهابيتين، ما يسمح للولايات المتحدة باتخاذ خطوات عملية ضدهما خاصة على صعيد التمويل، والاستفادة من المنظومة المصرفية العالمية. واتهم نص مشروع القانون تنظيم الإخوان بأنه يعتزم هدم الحضارة الغربية من الداخل. وأكد السيناتور دياز أن الإخوان المسلمين تنظيم يدعم الجماعات الإرهابية المسؤولة عن العنف حول العالم. 

من جهة أخرى قال تيلرسون: «إنه يؤيد إبقاء العقوبات الأمريكية الحالية على روسيا في الوقت الحالي»، وقال: «إن الحلفاء في حلف شمال الأطلسي محقون في قلقهم من عدوان روسي لكنه أحجم عن وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه مجرم حرب». وأضاف «سأترك الأمور على وضعها الراهن كي يكون بوسعنا أن ننقل للروس أن هذه العقوبات يمكن أن تذهب في أي من الاتجاهين».

ورسم تيلرسون مساراً قد يؤدي إلى مواجهة خطرة مع الصين، إذ اعتبر أنه ينبغي منعها من الوصول إلى الجزر الصناعية التي أقامتها في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه. وقال إن إقامة الصين لهذه الجزر وبناء منشآت عسكرية عليها «يشبه أخذ روسيا للقرم» من أوكرانيا.

وعما إذا كان يدعم اتخاذ موقف أقوى حيال الصين أجاب: «علينا أن نبعث إلى الصين بإشارة واضحة.. أولاً بضرورة وقف إقامة الجزر، وثانياً بأنه لن يسمح لها بالوصول إلى تلك الجزر».

ولم يوضح تيلرسون ما يمكن اتخاذه من خطوات لمنع الصين من الوصول إلى الجزر التي أقامتها في بحر الصين الجنوبي، وأنشأت عليها مدارج طائرات مزودة بأسلحة. وعبر عن اعتقاده أن نشاط الصين في بحر الصين الجنوبي «مقلق للغاية»، مشيراً إلى أنه إذا باتت بكين قادرة على تحديد من له حق عبور الممر المائي فهذا سيشكل تهديداً «للاقتصاد العالمي بأسره». وأنحى تيلرسون باللوم في شأن الوضع السائد حالياً في المنطقة على عدم إبداء رد فعل أمريكي كاف.

وحين سئل المتحدث باسم الخارجية الصينية لو كانغ مراراً عن تصريحات تيلرسون فيما يتعلق بمنع الصين من الوصول إلى الجزر، قال إنه لا يمكنه التخمين بما كان يشير إليه تيلرسون وإنه لن يجيب عن أسئلة افتراضية.

كما اعتبر تيلرسون أن واشنطن تحتاج إلى إعادة تأكيد التزامها حيال تايوان التي تعتبرها الصين إقليماً مارقاً، لكنه لم يصل إلى حد تشكيك ترامب في السياسة التي تتبناها واشنطن منذ أمد طويل بشأن هذه المسألة. وقال تيلرسون: «لا أعرف بأي خطط لتغيير موقف «صين واحدة».

وقال تيلرسون إن إدارته لا يمكن أن تستمر في قبول «وعود فارغة» من الصين للضغط على كوريا الشمالية بشأن برامجها الصاروخية والنووية. كما اتهم الصين بعدم الالتزام بالاتفاقيات الدولية بشأن التجارة والملكية الفكرية في تكرار لتصريحات سابقة لترامب بهذا الشأن، والذي هدد بفرض تعريفات عالية رداً على الصين. لكن تيلرسون شدد أيضاً على الطبيعة «المتداخلة بعمق» بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم. وقال: «علينا ألا نجعل الخلافات بشأن هذه المواضيع تستبعد مجالات الشراكة المثمرة». كما أكد وزير الخارجية الأمريكي المقبل أن موقفه بشأن الاتفاق النووي مع إيران متسق مع موقف ترامب، مضيفاً «أنه بينما لا يتفق أي شخص على الهدف النهائي» بشأن منع إيران من الحصول على سلاح نووي، إلا أنه يشعر بأنه يتعين أن تكون هناك «مراجعة شاملة» لذلك الاتفاق، إضافة إلى أي عدد من الاتفاقات الجانبية تعد جزءاً من ذلك الاتفاق». 

وقال المدير العام السابق لمجموعة اكسو-موبيل النفطية العملاقة أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ بشأن سياسة حظر الانتشار النووي: «أعتقد أن أحد الأدوار الأساسية التي يتعين على وزارة الخارجية القيام بها مع مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض هو مواصلة حظر الانتشار النووي». 

وأضاف «لا يمكننا ببساطة التخلي عن التزامنا خفض عدد هذه الأسلحة في العالم».

وقال تيلرسون بشأن الاحتباس الحراري «إنه يتطلع إلى الدخول في مناقشات حول كيفية تنفيذ الولايات المتحدة لسياسات تغير المناخ»، مضيفاً «إن ترامب طلب منه أن يعرض آراءه في مجال تغير المناخ، وأنه يشعر بأنه من المهم بالنسبة له أن يعبر عن تلك الآراء». وقال إنه «من المهم» أن تبقى الولايات المتحدة ملتزمة على الصعيد الدولي بمكافحة التغير المناخي، وقال إن التصدي لمخاطر التغير المناخي يتطلب رداً عالمياً.