رواد التواصل الاجتماعي في المغرب يرثون الديمقراطية وكرة القدم: «هزيمتان في يوم واحد»

الطاهر الطويل

«هزيمة كروية وهزيمة ديمقراطية»، ذلك هو التعليق الأبرز الذي التقت حوله آراء مجموعة من رواد شبكات التواصل الاجتماعي بالمغرب الذين ربطوا بين حدثين وقعا عشية أول أمس الاثنين، أولهما هزيمة الفريق القومي المغربي لكرة القدم أمام نظيره الكونغولي في أول مباراة برسم كأس إفريقيا، وثانيهما نتائج انتخابات مجلس النواب المغربي التي أفرزت اختيار مرشح وحيد ينتمي إلى حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.

ووجدت الأحزاب الممثلة في البرلمان نفسها مطالبة بالإسراع بانتخاب هياكل مجلس النواب، وتأجيل البت في موضوع المفاوضات من أجل تشكيل الحكومة التي استغرقت ثلاثة شهور لحد الآن، وجاء هذا القرار تحت ضغط تنفيذ مقتضيات المجلس الوزاري الأخير الذي طالب بمصادقة البرلمانيين على انضمام بلادهم إلى الاتحاد الإفريقي.
وبينما فشل رئيس الحكومة في تشكيل أغلبية برلمانية يمكنها أن تتقدم بمرشح لرئاسة مجلس النواب، هبت أحزاب أخرى عن بكرة أبيها للالتفاف حول مرشح ينتمي إلى حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، هو الحبيب المالكي، الذي حظي بدعم أطياف من الأغلبية الحكومية السابقة كالتجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية، وأخرى من المعارضة كالاتحاد الدستوري والأصالة والمعاصرة.
أمام هذا الوضع، اختار حزب الاستقلال مقاطعة التصويت، حيث انسحب أعضاؤه البرلمانيون من الجلسة، لـ«تعذر الشروط العادية التي تنظم إعادة انتخاب رئيس المجلس»، وأيضاً لـ»رفض المساهمة في عملية الخلط والغموض»، مثلما جاء في بلاغ الحزب، بينما أعطيت التوجيهات لنواب «العدالة والتنمية» للتصويت بورقة بيضاء، لتمرير رسالة مفادها أن هذا الحزب يريد «البحث عن طرق ووسائل لمعالجة التعثر الحاصل في تشكيل الحكومة»، كما قال قيادي في الحزب الإسلامي للصحافة.
وانتقد عدد من رواد شبكات التواصل الاجتماعي انتخاب الحبيب المالكي رئيساً لمجلس النواب، من منطلق أن حزبه احتل المرتبة السادسة في نتائج الانتخابات التشريعية. وبهذا الخصوص، كتب الصحافي والباحث أحمد جزولي تدوينة اختار لها عنوان «مؤامرة أم ذكاء؟؟ حزب 20 مقعداً يكسب رئاسة مجلس نواب من 395 مقعداً».
وتوالت التدوينات التي ربطت بين انتخاب رئيس المؤسسة التشريعية وهزيمة المغرب الكروية، حيث كتب الصحافي عبد الغني بودرة: «اليوم، يوم الهزائم في المغرب.. هزيمة سياسية مدوية في انتخاب رئيس مجلس النواب وأخرى كروية.. وكلتا الهزيمتين بطعم إفريقيا». في إشارة إلى مشاركة المغرب في كأس إفريقيا للأمم، ورغبة المغرب في الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي.
وفي السياق نفسه، سجل الناشر عبد الهادي بنيسف أن المغرب مُني بهزيمتين، واحدة سياسية داخلية وأخرى رياضية خارجية. ووصف الإعلامي والناشط الحقوقي نجيب شوقي ما وقع بـ»البؤس الرياضي والسياسي»، وقال إن أخنوش (رئيس حزب الأحرار) ولقجع (رئيس جامعة كرة القدم) «يحرّضان المغاربة على الثورة.»
وجاء في تدوينة الباحث محمد بنلحسن ما يلي: «مقابلتان فاشلتان على عكس تساقطات الخير التي جعلت المغاربة يستبشرون… من المسؤول؟ المدربان اللذان؟ أم جماهير المدرجات؟ الله يخرج العاقبة على خير! «
وقال الباحث مصطفى بوركبة: «الصراحة بزّاف (كثير) على النحس هذا؛ ضربتان موجعتان للمغرب في يوم واحد: خسارة منتخب الكرة أمام الكونغو «الديمقراطية» وانتخاب الحبيب المالكي رئيساً للبرلمان!»، واستعار الإعلامي حسن اليوسفي من عالم المستقبليات الراحل المهدي المنجرة تعبيراً شهيراً، فقال «زَمَنُ الذُّلُّقْرَاطِيَّةِ… رحم الله المنجرة».
وكتب الصحافي عبد الله الشرقاوي ساخرا: «من أجل المصلحة نلغي انتخابات 7 أكتوبر 2016» في إشارة إلى مبررات التعجيل بانتخاب رئيس مجلس النواب وتأجيل البت في التشكيلة الحكومية وتجاهل نتائج الانتخابات التشريعية.
وجاء في تدوينة الناشط مصطفى الإدريسي: «علينا ان نصلي جميعاً صلاة الجنازة على البرلمان المغربي.. في هذا الزوال، انتخب نُوَمُ/عفوا نواب الأمة الحبيب المالكي رئيساً. إنا لله وإنا إليه له راجعون. آجركم الله في البرلمان المغربي».
ويلاحظ الصحافي حكيم عنكر أن «هناك قاعدة ثابتة في المشهد السياسي المغربي منذ الاستقلال إلى الآن: لا أحد دخل اللعبة السياسية واستطاع أن يخرج من المشهد… يخرج الأشخاص ولا تخرج الأحزاب.. وقد يعود الأشخاص أنفسهم بعد زمن في صورة أخرى: هذا هو قانون اللعبة!» في حين ربط الباحث رشيد أزروال بين ما وقع عشية الاثنين في مجلس النواب وبين قضية منع إنتاج وتسويق «البرقع» أخيراً، فكتب ما يلي: «رمى البرقع للنقاش العمومي.. ومرر الانقلاب… استراتيجية الإلهاء».
وكتب الشاعر والإعلامي غلمان مصطفى في تدوينته: «الآن، الصمت أبلغ من الحكمة وأنقى من الصبر. صدق لوروا براونلو إذ قال: (هناك لحظات يكون الصمت فيها أعلى صوتاً من الكلام)… لنصمت عميقاً عميقاً، كي نرتب أنفاساً تليق بفظاعة المشهد السياسي ببلادنا، فالصمت فعلاً هو أقوى صرخة!»