محمد مهدلي

تحية طيبة لك أيها العربي الأصيل الحكيم.. في صنعاء كنت أو في عدن أو شبوة أو حرض أو على سواحل الحديدة كنت... أو في شرق أو غرب أو شمال أو جنوب.. تحية لك فوق الجبال الشم أو في تهامة.. تحية لك في كل شبر من أرض سبأ وحمير ومعين.. من أرض قحطان وعدنان العروبة... وبعد: إني أحييك من أرض الحرمين.. وأهديك نصحي لأنك أخي في الدين، والدين النصيحة.
إن اليمن هو أرضك أنت.. وعلى منكبيها قوتك وقوت أهلك.. وهي الإرث الذي استأمنك عليه أجدادك قبل رحيلهم.. فحافظ على هذه الأمانة لتصل لأبنائك من أجل حضارة الأرض والإنسان.

إن المحافظة على الأرض لا تكون بالسكوت على الجرائم التي ترتكب بحق الطفل والمرأة والشاب والكهل.. من قتل واغتصاب وإرغام على فعل ما لا يجب فعله. إن المحافظة على الأرض لا تكون في التورُّع عن الدفاع عمّا أنجبت لك.. وعن ممتلكات مجتمعك التي ينعم بها عيش المجتمع.. والتي عبث بها المفسدون بين حرق وتفجير ونهب.. ليس لسبب إلا لتنفيذ ما أملته عليهم عصابة التمرد في طهران مقابل وعود كاذبة. 

أخي اليمني... إن إيران دولة يعيش فيها 13 مليون فقير.. تعاني بحسب مركز أبحاث البرلمان الإيراني من مليونين و200 ألف عاطل عن العمل، مع توقعات أن يتضاعف هذا العدد في عام 2020. وبحسب صحف اقتصادية فإن (سعر الريال الإيراني قد انخفض لمستوى قياسي جديد أمام الدولار الأميركي، ليواصل هبوطه المستمر منذ ستة أشهر، ويخسر نحو 19 بالمئة من قيمته، رغم رفع العقوبات عن إيران. وتسارع هبوط الريال بعد انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي هدد بإلغاء الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى العظمى، ورفعت بموجبه العديد من العقوبات العالمية مقابل خفض إيران لبرنامجها النووي. ويبدو أن البنك المركزي الإيراني خفض تدخلاته في العملة الرسمية دون أن يكشف عن أسباب ذلك.

وكان للعقوبات العالمية التي فرضت على إيران في 2012 تأثير مدمر على الريال الذي انخفض إلى مستويات غير مسبوقة قبل عامين. ويقول خبراء إن معظم أسباب المشكلة الحالية يكمن في رفض البنوك العالمية العودة إلى إيران، رغم إنهاء العقوبات، مما يجعل من الصعب إبرام اتفاقيات تجارية واستثمارية. وتتردد البنوك في التعامل مع الاقتصاد الإيراني، وتخشى من تبعات العقوبات الأميركية المتبقية التي لم ترفع بعد الاتفاق). أيها اليمني الحكيم.... كيف لدولة مكبلة اقتصاديا أن تمد يدها على أرضك.. تسرق وتقتل وتجند وتزرع الجواسيس لصالحها، وتدعم الميليشيات الإرهابية وأنت لا تحرك ساكنا..؟!

أيها اليمني الوفي.... إن عبدربه منصور هادي وحكومته جاؤوا باختيار شرعي منك وأصدقائك وأهلك.. فكيف تسمح لنفسك الوقوف ضدها مع عفاش الذي كابدك الظلم 30 عاما، لا يطعمك في جوعك ولا يؤمِّنك من خوفك.. إلا أن يقلد بنيه وأهله المناصب والرتب العسكرية.. ويفتح لهم ما لا يفتح لك من خزانة الدولة..؟!

يا ابن العروبة أيها الثائر الأبي قم فثر لحقك وأرضك.. وعروبتك التي يسلبها الفرس من أرضك بدمٍ بارد.. وسطر مجدك في صفحات التاريخ ليدوم عبر الزمان، وما بقي نبض في قلب بشري على هذه الأرض. قم فثر... ثورة تتكئ على الإيمان بنصر الله.. واعلم أنك في جهاد لحماية دينك وعرضك وأرضك.. ولا تخف إن نصر الله قريب. ولست وحيدا في حربك، فكل عربي به نخوة ستجده في ساحة الحرب معك.. وهم بالفعل قد سبقوك في التحالف العربي الذي جاء بطلب من حكومتك الشرعية التي حاول طمس هويتها المغترون بوعود طهران التي بدأت شمسها تغيب للأبد.. ضع يدك في يد إخوتك ليعود من أرض بلقيس اللحن والوتر وبجوّها يعود النسيم الساحر.. وفي السعيدة تعود الأغنيات والظلال والأطياف والصور.