سعد بن عبدالقادر القويعي

فتح صفحة جديدة من الصداقة، والتعاون بين الفاتيكان، والعالم الإسلامي؛ لمواجهة التحديات، والأخطار التي تواجه العالم - اليوم -، وتحتاج إلى تكاتف الجميع، هو محور كلمة الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ - الدكتور - محمد بن عبدالكريم العيسى مع رئيس المجلس البابوي بالفاتيكان - الكردينال - جان لوري توران؛ ولتؤكد تلك الخطوة على أهمية التعايش فيما بين الناس بسلام كامل، ودون صراعات، مع ضرورة إبراز النقاط المشتركة لكل منها، والتي هي في الأصل يربطها أرضية مشتركة من المفاهيم الإنسانية، والتي تعبر عن مظاهر تقدم المجتمعات، وضمان الأمن والسلام العالمي.

أيضا، فإن تكوين لجنة اتصال دائمة بين الفاتيكان ممثلاً بالمجلس البابوي، والرابطة؛ لبحث عدد من المبادرات، وفي مقدمتها: كل ما يحقق الأهداف المشتركة ، - لا سيما - نشر السلام، والوئام، والتعايش بين الأديان، وذلك من خلال البحث عن النقاط المشتركة الموجودة في الأديان السماوية، وإبراز منظومة القيم الإنسانية المشتركة، كضمان حقوق الإنسان، وسلامته، والمناداة بالحق، والتسامح، والمحبة، والسلام، ومقاومة العنف، والعلاقات السليمة بين الشعوب، والأمم في ظل السيادة للقانون الدولي.

إذا كان الإنسان هو الركيزة الفعالة في بناء المجتمعات الإنسانية المتقدمة، والمتحضرة، فإن ذلك سيجعل الأفراد يتعاونون مع بعضهم البعض؛ من أجل تحقيق الكثير من النجاحات للأمة - جميعها -، ولذلك أوصت الأديان البشر بكل ما ينفعهم، ونهتهم عن كل ما يضرهم، عن اقتناع لديهم، وبكامل رغبتهم، وباختيارهم الكامل؛ - ولذا - فإن الابتعاد عن العصبيات - السياسية والأيديولوجية -، والتي عملت على بث الفرقة، وزرع الحساسيات، وتغذية الأحقاد في ما بينها، ووقفت عائقا أمام طريق التواصل، والتجاور الذي يرغب به، أصبح حقا مشروعا - اليوم - أكثر مما مضى.

الرهان على انتصارات الزيارة التاريخية ما زال قائما، إذ حملت في طياتها الرؤية المتجددة للسلام، والتعايش بين العالم، ومواجهة جميع التحديات، والعقبات التي تواجه الإنسانية، وكانت - بلا شك - ذات دلالة رمزية، تكمن في عزم القيادات الدينية على فتح حوار حضاري، بعيدا عن رسم سياسة إلغاء الآخر، أو المصادرة، والخصام، والضرب على أيدي العادين، ومدبِّري الفتن - أيًّا كان دينهم -.