خالد أحمد الطراح

مشاكل «الخطوط الجوية الكويتية» أو ما يسمى «الناقل الوطني»، لم تتوقف عند الفوضى وتذمّر المسافرين فقط، وانما حلت ضيفا ثقيلا على مطار هيثرو من حيث «تصنيف الازعاج وعدم النظافة، اي القذارة»، على حد التعبير الوارد في تقرير حديث لمطار هيثرو البريطاني نُشر في معظم الصحف البريطانية ووسائل التواصل الاجتماعي.
حلت «الخطوط الجوية الكويتية»، وفقاً للتقرير في المرتبة الاولى من الطيران الاكثر إزعاجا والوساخة بعد الطيران الباكستاني، في حين تربّعت في المرتبة الاولى «الخطوط اير لينغس» والثانية البريطانية.
كان الهدف الاساسي من الدراسة البريطانية التي اشرفت عليها ادارة مطار هيثرو هو تحديد مصادر التلوث وطرق المحافظة على البيئة من بين شركات الطيران بما في ذلك «الخطوط البريطانية»، خصوصا في ظل دراسة التوسع في مدارج مطار هيثرو والحصول على تأييد سياسي للمشروع.
دول كبريطانيا تراعي الصغيرة قبل الكبيرة في اعداد الدراسات والمشاريع، فلذلك أجرت مسحا علميا ومهنيا لكل شركات الطيران من دون الانحياز إلى أي طرف، في حين عندنا الامور تسير باتجاه عكسي تماما عن دول العالم المتحضر!
«الخطوط الكويتية» التي كبّدت المال العام أموالا طائلة في دراسات لتخصيصها، ولم تستفد الكويتية ولا الحكومة من هذه الدراسات، بل على العكس فقد طال المال العام المزيد من الهدر على شركة الخطوط الكويتية، المؤسسة سابقا، تمهيداً لتنفيذ حلم التنمية الذي ــــ كما يبدو انه ــــ يواجه ولادة لا هي مبكرة ولا بطيئة ولا متعثّرة!
الشبكة العنكبوتية ممكن ان تسرد حكايات وروايات بلا نهاية عن الناقل الوطني، منها ما تردد إعلاميا عن قضية ضد المكتب الهندسي التابع لــ «الكويتية» في دولة خليجية وبعض العاملين فيه وصدور قرار من المحكمة بمنع السفر على بعض المهندسين، والتي لم تكشفها «الكويتية» في بيان رسمي!
حكى لي صديق مسافر على متن «الطائر الأزرق»، الذي ينعكس نوره على السماء ويشعلها توهُّجاً في السنوات الاخيرة انه واجه مشكلة بإلغاء حجزه مع اسرته واتخاذ موظف «الكويتية» في اسطنبول (تركي) موقفا متعجرفا، وصل الى الاستعانة بالشرطة ضد رب الاسرة أمام اطفاله وبين يديه ابنته المعاقة بدنيا وذهنيا، في محاولة لبث روح الرعب في روح الاب والأسرة بكاملها!
لم يجد رب الاسرة امامه سوى القبول بالحلول التي اختارها موظف «الكويتية»، لا المسافرون أنفسهم، مما حدا به الى طلب موعد للقاء بالرئيس التنفيذي لــ «الخطوط الكويتية» الذي هو ضمن طاقم تنفيذي ومجلس ادارة جديد يفترض ان ينتشل «الكويتية» من وضعها المتردي الى وضع افضل، لكنه فوجئ باستفسارات مطولة عن سبب المقابلة وطبيعة المشكلة وتفاصيل دقيقة من مسؤول بمكتب الرئيس التنفيذي ولم يفلح صديقنا في لقاء الرئيس التنفيذي حتى تاريخ كتابة المقال، وبعد مضي اكثر من عشرة ايام على الطلب!
صديقنا العزيز استفسر مني إذا كانت عندي معلومات عن طبيعة عمل الرئيس التنفيذي والبروتوكول المتبع في طلب مثل هذه اللقاءات.
يبدو أن سماء «الكويتية» لم تعد زرقاء كما كانت تظهر في اعلاناتها، فربما التلوّث المنبعث منها جعل السماء متوهّجة بالسواد!