أحمد الشهري

أحمد الشهري

 

 

جدة: نجلاء الحربي

 

عدّ الخبير الاستراتيجي والعسكري الدكتور أحمد الشهري، العملية الإرهابية الفاشلة التي استهدفت نقطة حراسة خارجية تابعة للحرس الملكي أمام البوابة الجنوبية لقصر السلام بجدة، دليلاً على إفلاس الجماعات الإرهابية وتفككها وانفصال عناصرها عنها، واتجاههم إلى العمليات الفردية التي تنتهي بقتلهم. وأكد الشهري لـ«الوطن»، أن العملية الفاشلة تشير أيضا إلى انقطاع المد التخطيطي والتكتيكي والمالي عن أفراد التنظيمات المتطرفة، بفضل يقظة الجهات الأمنية وحصارها لهم ونجاحها في الضربات الاستباقية التي استهدفت أوكارهم.


أكد المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي والعسكري الدكتور أحمد حسن الشهري لـ «الوطن» أن إحباط العملية الإرهابية التي قام بها إرهابي واحد أول من أمس، واستهدفت نقطة حراسة بالقرب من قصر السلام بجدة تدل على إفلاس الجماعات الإرهابية، ويتضح ذلك من خلال انفصال عناصرها عن تلك الجماعات، فأصبحت العمليات الإرهابية التي تقوم بها العناصر الإرهابية منفردة وليست منظمة، مما يدل على تهالك تلك الجماعات.
وأضاف «يمكن القول بأنها وصلت إلى مرحلة الاحتضار، ويتضح ذلك من خلال التخطيط المفرد للهجوم، حيث إن دولتهم التي كانوا يطلقون عليها مسمى داعش، وتتولى عنهم التخطيط وتحديد الأهداف سابقا، ومن ثم الدفع بعناصرها إلى تنفيذ العمليات المخطط لها، قد أهلكت وتم القضاء عليها».

احتضار
كشف الشهري أن الهجمات الفردية تدل على انقطاع المد التخطيطي والسياسي والتكتيكي، وكذلك انقطاع المد المالي، حيث كانوا سابقا يقومون باستئجار المواقع الفخمة كالمنازل والفلل والاستراحات الفاخرة لكي يتم الاجتماع فيها من أجل التخطيط للعمليات الإرهابية، لكن في الوقت الراهن أصبحوا في أماكن وصلت إلى حظائر الخيول، وهذا يدل على الضائقة المالية لهم، وما تبقى منهم يريدون أن يقدموا رسالة بأنهم مازالوا يستطيعون أن يقدموا شيئا حتى وإن كانت تلك العمليات لا ترقى إلى أن تكون عملية إرهابية متكاملة بأركانها، فأصبحوا بمجرد أن يتوجهوا إلى أي موقع ويطلقوا النار عليه حتى يقال إن تلك المنظمات أو الجماعات الإرهابية لها وجود، ومن خلال التحليل لتلك الهجمات الفردية يوقعون على إفلاسهم، وإن رجال أمن الدولة استطاعوا أن يفككوا تلك الجماعات وأصبحت عناصر تلك الفئات الضالة يلقون بأنفسهم للتخلص من الأسلحة والذخائر التي بحوزتهم.

تعامل فطن
أوضح الشهري أن رجال أمن الدولة أصبحت لديهم المعرفة والقدرة الفائقة على التعامل الفطن مع كافة تلك الخلايا، وإحباطها في مهدها ما يدل على يقظة رجال الأمن وأنهم تعدوا مرحلة المهنية والاحترافية إلى مرحلة الخبرة، موضحا أن السعودية أصبحت بيتا للخبرة في مكافحة الإرهاب باعتراف الدول المتقدمة، حيث أصبحنا نقدم خطواتنا في مكافحة الإرهاب للعالم. 
وأوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك عبدالعزيز وحيد حمزة أن ما تم أول من أمس محاولة فردية لخلية من الخلايا الإرهابية التي تم تجنيدها كخلية من خلايا الطابور الخامس الإرهابي، وهذه العملية اليائسة تدل على أن التنظيمات الإرهابية أصبحت تحت المجهر، وتحركاتها أصبحت مراقبة ومكشوفة من قبل الجهات الأمنية، وأصبحت تتبع معها الضربات الاستباقية قبل أن يتم تنفيذ تلك الهجمات من قبل بعض العناصر الفردية، موضحا أن ما حصل أول من أمس في جدة، وتحديدا في نقطة تفتيش الحراسة، ضربة إجهاضية تم إبطالها قبل أن تحقق أهدافها سواء كانت أمنية أو سياسية، وكان هدفها إثارة الذعر والفتن، ومحاولة النيل من مكانة المملكة وسمعتها.