أبها: سلمان عسكر

 

فضحت وثيقة حصلت عليها «الوطن» الدور المشبوه الذي تقوم به الأمم المتحدة في اليمن، بعد أن أرسل مفوضها اللبناني جورج أبو الزلف خطابا للقيادي الحوثي محمد حجر، لتزويده بتقرير ميداني، فضلا عن الزيارات المتكررة لمنزل القيادي محمد الحوثي.


فضحت وثيقة حصلت «الوطن» عليها، دور الأمم المتحدة في التعاطي مع الأحداث اليمنية، وعملها المنحاز لجانب الانقلابيين، واعتمادها على المعلومات الصادرة من الأطراف الانقلابية. وكشفت الوثيقة أن مفوضية حقوق الإنسان في اليمن، أرسلت عام 2015 عبر مفوضها في اليمن اللبناني جورج أبو الزلف، خطابا للقيادي الحوثي محمد حجر، من أجل تزويدهم بتقرير مفصل حول الانتهاكات، في وقت تحدثت مصادر أن أبو الزلف الذي يعمل ضد التحالف، التقى مرارا بالقيادي محمد علي الحوثي. وأشارت الوثيقة إلى وجود مخاطبة من قبل أبو الزلف للقيادي محمد حجر بصفته وزير خارجية الانقلاب، وهو الأمر الذي يتناقض مع ميثاق الأمم المتحدة المتعلق بحياديتها وضرورة انحيازها للطرف الشرعي المعترف به دوليا.

مصادر مكذوبة
بحسب مراقبين، أعادت هذه الوثيقة إلى الأذهان فضيحة تدخل النظام السوري في صياغة معظم التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة في العاصمة دمشق واستبدالها بمفردات أخرى دخلت لاحقا في صلب قرارات تبناها مجلس الأمن لاحقا، مما يؤكد أن تقارير الأمم المتحدة حول اليمن اعتمدت بشكل أساسي على مصادر الانقلابيين.

تحركات مشبوهة
فضح القيادي الحوثي السابق عبدالناصر العوذلي، حقيقة عمل الأمم المتحدة في اليمن، وعملية استقائها المعلومات من الشخصيات الانقلابية وتجاهل دور التحالف والشرعية بشكل متعمد. وأوضح العوذلي في تصريحات إلى «الوطن»، أن سياسة الأمم المتحدة تهدف في نهاية المطاف إلى تثبيت الجماعة الحوثية كجناح عسكري مشابه لميليشيا حزب الله في لبنان، وذلك بدعم من لوبيات إيرانية ذات نفوذ داخل المنظمة، مشيرا إلى وجود مخطط لإخراج الميليشيا الحوثية لزجهم في الصورة السياسية المستقبلية للبلاد

التماهي المكشوف
أضاف العوذلي «أن الأمم المتحدة تماهت مع المشروع الحوثي منذ قدوم مبعوثها جمال بن عمر إلى اليمن وتسويقه لأدبيات الميليشيا بشكل فاضح، بعد أن شجعهم على مشاريع السلم والشراكة في المجتمع اليمني. وأشار العوذلي إلى أن هذه الاستراتيجية أسهمت في إسقاط كل مؤسسات الدولة بيد الحوثيين وهو ما تسبب في إطالة أمد الحرب، وانعكاسه على معيشة المواطن اليمني، لافتا إلى أن ولد الشيخ ليس ببعيد عن سابقه في تماهيه مع المشروع الحوثي.


مؤامرات إيرانية
أكد العوذلي أن ولد الشيخ استمر في المراوغات السياسية مع الحوثيين، حيث جاءت مؤامرة اجتماع مسقط مع المسؤولين الأميركيين وبمباركة إيرانية، من أجل الخروج بمبادرة لإسقاط صلاحيات الرئيس اليمني إلى نائبه، وتعيين نائب توافقي، لافتا إلى أن تلك الاجتماعات حضرها الوفد الحوثي دون وجود شريكهم المخلوع صالح، وهو ما يؤكد وجود تعامل أممي متعمد مع الحوثيين. ولفت العوذلي إلى أن البند السابع، يتيح الفرصة للأمم المتحدة أن تتدخل عسكريا إذا رفضت الجماعة الحوثية تنفيذ القرار «2216»، مبينا أن الأم المتحدة حذفت ذلك القرار عمدا.


الدعم اللوجستي
اتهم العوذلي الأمم المتحدة بجعل طائراتها تحت ذمة شخصيات حوثية، حيث أكد أن هنالك شخصيات حوثية تقوم بالسفر إلى دول أوروبية عبر طائرات تابعة للمنظمة، لإقامة ورش ومؤتمرات تجمّل الحوثيين وتشوه التحالف، مشيرا إلى أن من بين هذه الشخصيات الموظف السابق في الخارجية اليمنية محمد سيف. وحذر العوذلي من خطورة تجاهل جرائم المخلوع علي صالح في تحوير دور الأمم المتحدة لصالح الحوثيين، مستذكرا بما قام به المبعوث اليمني إلى الأمم المتحدة عام 1994، عندما كانت قوات صالح تتجه إلى عدن، رغم صدور قرارين أمميين يجرمان هذا التحرك.


أداة ابتزاز
من جانبه، أكد رئيس الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين نجيب السعدي لـ «الوطن»، أن المشكلة مع الأمم المتحدة أنها تتخاطب مع الانقلابيين غير المعترف بهم دوليا، مشيرا إلى أن مكاتب المنظمة في صنعاء شائكة ولا تعمل بشكل كامل، بسبب فرض الانقلابيين لتوجهاتهم عليها. وأكد السعدي أن الملف الحقوقي أصبح بيد الأمم المتحدة أداة ابتزاز للضغط على الشرعية والتحالف متى ما شاءت، لافتا إلى أن هذه المنظمة لا يوجد لها أي تمثيل في المناطق المحررة.
وقال السعدي «إن مركز الملك سلمان بالشراكة مع مؤسسة «وثاق» كشريك محلي، يقومون بإعادة تأهيل الأطفال في أربع محافظات، بعد أن جندهم الحوثي وتغاضت عن ذلك الأمم المتحدة.