باسل محمد

أجمعت الأوساط السياسية في بغداد على أن الأمم المتحدة التي تتمتع بأضخم بعثة سياسية في العراق منذ عام 2003، لم تقم بدور فعال في التعاطي مع الأزمات والملفات الصعبة التي مرت على الوضع العراقي طيلة 14 عاما مضت.
ورغم الوجود الكبير لمؤسسات الأمم المتحدة الذي يصل إلى قرابة 21 مؤسسة داخل العراق، إلا أن دورها لم يرق إلى حجم هذا الوجود، حيث واجهت الحكومات العراقية المتعاقبة منذ عام 2004 وحتى الآن، غياب دور الأمم المتحدة عن ستة ملفات رئيسية فاقمت الوضع في العراق.

تقصير واضح
عانى الوضع العراقي بشكل كبير أزمة النازحين والمهجرين خلال الحرب على الإرهاب وعمليات القوات العراقية لاستعادة المدن التي احتلها تنظيم داعش في شمال وغرب بغداد منذ يونيو عام 2014، ووصل عدد النازحين العراقيين من ثلاث محافظات رئيسية هي نينوى وصلاح الدين في الشمال والأنبار قرابة 5 ملايين نازح. واتهم النائب في لجنة المهجرين داخل البرلمان العراقي أحمد العطية، الأمم المتحدة بالتقصير في التعامل مع ملف المهجرين والنازحين، متسائلا عن مصير قرابة ملياري دولار رصدت من الدول المانحة للعراق لمواجهة الأزمة التي لم يعرف مصيرها حتى الآن.

الخوف من التصادم
قال القيادي في ائتلاف متحدون، عبدالقاهر السامرائي لـ«الوطن» إن الأمم المتحدة تجاهلت عمدا ملفات حقوق الإنسان التي تتعلق بالانتهاكات التي قامت بها جهات تستعمل سلطة الحكومة العراقية في مدن شمال وغرب بغداد. وأضاف «قدمنا عشرات الملفات حول انتهاكات تتصل بخطف ما بين 6 إلى 7 آلاف عراقي على أيدي ميليشيات خارجة عن القانون إلى بعثة الأمم المتحدة في العراق لكن دون جدوى».

تلكؤ المنظمة الدولية 
انتقدت مصادر في الحكومة العراقية تلكؤ الأمم المتحدة في تنظيم مؤتمر دولي للمساعدة في إعادة إعمار المدن التي تعرضت لدمار كبير خلال الحرب على تنظيم داعش. وقالت هذه المصادر إن العراق بحاجة إلى 11 مليار دولار في المراحل الأولى لإعادة الإعمار، ولغاية اليوم لم نسمع أي تحرك في هذا المجال.
وأوضح النائب حامد المطلك أن دور الأمم المتحدة غير فعال في ملف الإعمار، وتوجد قناعة لدينا بعدم التعويل على المنظمة الدولية في توفير الأموال اللازمة لإعادة إعمار المدن المدمرة.

الأوضاع السياسية
هاجم النائب في البرلمان العراقي ريناس جانو بشدة، الأمم المتحدة لعدم تمكنها من لعب دور يذكر في منع وقوع الأزمات السياسية في العراق أو العمل على تسويتها، مشيرا إلى فترات تشكيل الحكومات العراقية في أعوام 2006 و2010 و2014، التي كانت فيها الأمم المتحدة هي الغائب الكبير في أي جهود مبذولة لتشكيل حكومات عراقية وطنية بدلا من الحكومات الطائفية وترك الأمر كله للاعبين الإقليميين، سيما النظام الإيراني.

تفادي التدخل بالأزمات
قال النائب جانو، إن الأمم المتحدة في كثير من الحالات تتفادى التدخل في حل الأزمات السياسية خشية تصادمها مع دول لها نفوذ في العراق مثل إيران، وبالتالي ممثل أمين عام المنظمة الدولية في بغداد كوبيش لم يقم مثلا بأي دور ولم نره خلال الأزمة التي اندلعت بين بغداد وإقليم كردستان وشكلت تحديا سياسيا وأمنيا للبلاد.

غياب الثقة 
اتهم محللون ومراقبون عراقيون دور الأمم المتحدة بالضعف وبالتحيز لأطرف سياسية معينة في العراق. وقال الباحث السياسي جمعة الخزعلي لـ«الوطن» إن الكثير من القوى العراقية لم تعد تثق بدور الأمم المتحدة في كل الملفات. وأوضح «في ملف حقوق الإنسان لم نلمس من ممثل أمين عام الأمم المتحدة في بغداد أي مواقف تذكر بهذا الشأن، كما أن المنظمة الدولية لم تحاول الطلب من السلطات العراقية إشراكها في عمليات تحرٍّ بخصوص عمليات خطف أو قتل أو إخفاء قسري، كذلك في ملف مكافحة الفساد، فإن اتفاق حكومة بغداد مع الأمم المتحدة في هذا الملف لم يفض على الإطلاق للكشف عن ملفات فساد مهمة ومحورية في العراق.


استعادة آخر بلدات كركوك من الأكراد
استعادت القوات العراقية أمس، السيطرة على آخر بلدات يسيطر عليها الأكراد في محافظة كركوك، فيما أفادت مصادر عسكرية بأن القوات العراقية دخلت ناحية ألتون كوبري على بعد 35 كيلومترا شمال غربي كركوك على الطريق بين المدينة وأربيل عاصمة إقليم كردستان العراق بعد اشتباكات بمختلف الأسلحة ما بين القوات العراقية والبشمركة الكردية.
وكانت اشتباكات مسلحة اندلعت أيضاً مساء أول من أمس،، بين متظاهرين ومسلحين أكراد وقوات عراقية في كركوك، أسفرت عن سقوط قتيلين من المهاجمين، وآخر من مكافحة الإرهاب، إضافة إلى إصابات أخرى. من جهة أخرى، قالت مصادر إن مسلحين أكرادا في حي شوريجة في كركوك أطلقوا النار على ميليشيات الحشد الشعبي والشرطة الاتحادية، إضافة إلى تفجير مدرعة عسكرية من نوع هامر تابعة لميليشيات الحشد الشعبي.