أنمار حامد مطاوع

(الحرب) هي مصطلح يحمل في داخله مفاهيم النهايات والبدايات في وقت واحد. نهايات حقبة بكل ما لها وما عليها.. وبداية حقبة جديدة.

المملكة العربية السعودية دخلت الحرب في اليمن ليس من أجل الفوز والخسارة. كما أن دخولها ليس خيارا. فالانقلاب على الشرعية، وتهديد الملاحة الدولية، وبدء تكوين ميليشيات إرهابية داخل الأراضي اليمنية، مما يشكل خطرا على دول الجوار وعلى الحضارة في كل مكان -واستهداف الحوثي والمخلوع للأراضي الإسلامية المقدسة تشهد على ويلات ذلك الفكر-.. إضافة إلى الظلم الواقع على الأشقاء في اليمن من تدخلات (ينابيع الشر).. والحالة الإنسانية المتدنية التي وصلوا إليها.. كل ذلك جعل التدخل ضرورة وليس خيارا.

قوى التحالف تحقق انتصاراتها على أرض الواقع يوميا لأسباب عدة. فالله سبحانه وتعالى -وهذا سبب إلهي- يساند أولياءه الذين يحمون بيته وقبر نبيه الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم من عبث أعدائه الذين يستهدفونهما دون خوف من العلي الجبار.. ويمَسّون مصالح المؤمنين في أقاصي المعمورة ويحاولون إعاقتهم عن القيام بأداء مناسكهم الدينية. أما الأسباب البشرية فتتمحور حول القدرة العالية والمتميزة للقوات المسلحة السعودية، والتدريب المتقن، والأداء البطولي في ساحة المعركة.. والمهنية العالية والدهاء العسكري لقيادة الحلف.

هذه حرب مقدسة ينتصر فيها الحق. ولولا أن المملكة تبحث عن أقل الخسائر في الأرواح والممتلكات الخاصة والعامة، لأنهت الحرب منذ بداياتها. وقد أشار الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في تصريح سابق إلى قدرة القوات المسلحة السعودية على (اجتثاث ميليشيات الحوثي والرئيس السابق في أيام قليلة)، ولكن أخلاقيات الحرب الإسلامية والحفاظ على الأرواح وتقليل الخسائر هي ما يطيل فترة الحرب.

دول (ينابيع الشر) ذات الأذناب المتعددة والرأس المعمم، تعرف نتائج نهاية الحرب.. وأنهم في النهاية سيرضخون لصوت المنطق والعقل والدين، لكنهم يعتقدون أن طول الوقت يعني الاستنزاف.. والمملكة كدولة سياسية عالمية معروف أنها ذات (نفس طويل).. وتعرف دائما كيف تجعل الوقت في صالحها.