عبد اللطيف الموسوي

 أشاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالسياسة التي تتبعها بغداد أزاء اقليم كردستان ، مشددا على القول ان بغداد لا تهمّش الأكراد ولا تجرمهم ولا تحظر لغتهم وثقافتهم ، وانما تدمجهم في مؤسسات الحكم وتعترف بحقوقهم ، كاشفاً عن استمرار بلاده بفتح ابواب الحوار مع جميع القوى الكردية.

وقال لافرورف خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية ابراهيم الجعفري اعقب لقاءهما في موسكو امس ان بلاده لم تلاحظ أي حرب بين الحكومة الاتحادية في بغداد وإقليم كردستان، ولا تسعى إلى فرض أي حلول عليهما لتسوية الخلافات القائمة. واعرب عن اعتقاده بوجوب أن يتخذ طرفا الأزمة بنفسهما قرارا بشأن ما إذا كانا سيخوضان حوارا مباشرا أم يحتاجان إلى أي وسطاء، واكد ان بلاده لا تريد فرض أي حلول عليهما.واضاف أن روسيا على اتصال مستمر مع جميع التيارات السياسية في الإقليم الكردي، وتوجه إليها إشارات بضرورة إيجاد حلول ترضي جميع الأطراف في البلاد.وتابع عميد الدبلوماسية الروسية إن موسكو تفهم تطلعات الشعب الكردي إلى توطيد هويته الوطنية، لكنه شدد على ضرورة أن تتحقق هذه التطلعات عبر الحوار مع بغداد حصرا، مع الأخذ بالحسبان الأهمية البالغة التي تحظى بها المسألة الكردية في المنطقة، وذلك تفاديا لظهور بؤرة توتر جديدة في الشرق الأوسط.ولفت لافروف إلى أن بغداد لا تهمّش الأكراد ولا تجرمهم ولا تحظر لغتهم وثقافتهم ولا تدمر آثارهم، بل بالعكس تدمجهم في مؤسسات الحكم وتعترف بحقوقهم الخاصة ضمن الدولة العراقية، كما أعرب عن كامل قناعته بأن (جميع العناصر متوافرة للتوصل إلى اتفاق بشأن كيفية التعايش ضمن دولة موحدة بالتوافق مع الدستور العراقي). وكان لافروف قد اكد خلال لقائه بالجعفري تمسك روسيا بوحدة الأراضي العراقية وسيادته، داعيا إلى حل كل القضايا في إطار حوار شامل تشارك فيه كل مكونات الشعب العراقي الاثنية والدينية.وشدد على ان (الهدف المنشود في كل العالم هو الانتصار على الإرهاب في كل من العراق وسوريا).بدوره، ثمّن الجعفري الدعم الروسي للعراق في محاربة الإرهاب، وقال إنه(يحق لروسيا أن تفخر بما حققه الجيش العراقي لأنها ساهمت فيه). ووجّه الجعفري للافروف والرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعوة لزيارة بغداد. وبحث الوزيران خلال لقائهما امس أزمة كردستان ومحاربة تنظيم داعش والتسوية في سوريا والحاجة إلى تنظيم حوار سوري سوري واسع من أجل حل الأزمة السورية. وخلال المؤتمر الصحفي ، اعلن الجعفري عن تأييد العراق لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.وقال أن (من الضروري احترام سيادة سوريا وعودتها إلى مقعدها في جامعة الدول العربية)، مشيرا إلى أن (المسائل السياسية يجب أن يحلها السوريون بأنفسهم).وفي العاصمة الاردنية عمان، استقبل الملك عبد الله الثاني زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر امس وناقشا مستجدات الأوضاع على الساحة العراقية، كما شددا على أهمية توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.ونقلت وكالة الانباء الاردنية عن عبد الله تأكيده (أهمية تغليب لغة الحوار للحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي العراقية، بما ينسجم مع الدستور)، مشيرا إلى أن (المنطقة لا تحتمل أي نزاع جديد يكون المستفيد الوحيد منه العصابات الإرهابية).واشاد بالدور المهم للتيار الصدري وللصدر في العملية السياسية، ونهجه الوطني والعروبي، مشيراً إلى التطور الإيجابي الذي تشهده علاقات العراق مع أشقائه العرب.من جانبه أكد الصدر أهمية الدور الذي يؤديه الأردن بهذا الخصوص بوصفه يشكل أنموذجا متميزا في الاعتدال بالمنطقة.وأعرب عن تقديره لـ(مواقف الأردن، بقيادة الملك، الداعمة لوحدة العراق واستقراره وازدهاره).

 وبحسب بيان لمكتب الصدر فإن الجانبين اكدا (اهمية نبذ التطرف ونشر الخطاب المعتدل لما يمثله من نقطة التقاء بين الاخوة في البلدين وضرورة عقد مجموعة من اللقاءات لعلماء الدين والوجهاء في البلدين الشقيقين وتغليب لغة الحوار وكذلك التأكيد على وحدة العراق وسلامة ارضه وشعبه بجميع مكوناته)، مضيفاً ان (اللقاء أولى اهمية بالغة للتعاون بين العراق والاردن على الاصعدة كافة وبالخصوص في المجال الامني والاقتصادي والتجاري بما يصب في مصلحة البلدين). وكان ملك الاردن قد ألتقى برئيس الوزراء حيدر العبادي وأبلغه بتأييده لرؤية العراق لمستقبل المنطقة التي اطلقها العبادي على اساس التنمية وبسط الامن بدل الخلافات والحروب، بحسب بيان لمكتب العبادي اوضح ان اللقاء تضمن بحث تعزيز التعاون الثنائي والحرب على داعش والخطر الذي تمثله على المنطقة، وكذلك الاوضاع في المنطقة، ورؤية العراق لمستقبل المنطقة التي تقوم على اساس التنمية وبسط الامن بدل الخلافات والحروب، واهمية تفعيلها لما لها من اهمية في خلق امل للشباب وفتح آفاق جديدة لهم، اضافة الى عملية انتشار القوات العراقية لحفظ النظام.واكد الملك عبد الله (دعم الاردن لوحدة العراق وتأييده للاجراءات الدستورية والقانونية التي اتخذتها الحكومة العراقية)، مشيدا بـ(اجراءات العبادي في حفظ دماء العراقيين).واضاف ان (من ثوابت الاردن هو الحفاظ على وحدة العراق واحترام دستوره).من جهته، اكد العبادي ان (الاولوية في العراق مازالت لمحاربة داعش والقضاء عليه)، مضيفا ان (ما جرى هو فرض السلطات الاتحادية في مناطق العراق). وعاد العبادي الى بغداد بعد اختتام جولته التي بدأها السبت الماضي من السعودية لتشمل مصر والاردن ايضاً.