توفيق المسعودي 

أكد مراقبون أن هناك خمسة أخطاء كشفت فشل الأمم المتحدة في حل الأزمة الليبية، وتسبب فيها الأداء الهزيل للأمين العام أنطونيو جوتيريس، مشيرين إلى أن دور المنظمة الدولية سيتجه إلى مزيد من الفشل في ليبيا، كون الحلول التي تطرحها لا تراعي الواقع السياسي في البلاد.

في الوقت الذي تتخذ فيه الأحداث الدموية في ليبيا منحى سلبيا بفعل جمودها نتيجة غياب التوافقات السياسية والعسكرية بين الليبيين، وتراجع الإرادة الدولية في حلها، بالتزامن مع الانشغال بالأحداث في منطقة الشرق الأوسط، ماتزال الأمم المتحدة تعيد أخطاءها الجسيمة في كيفية التعامل مع الأزمات الإنسانية والصراعات الدموية، وخاصة في العالم العربي.ويرى مراقبون أن منطقة المغرب العربي يجب أن تأخذ حقها في الاهتمام الأممي، خاصة أنها تقف في مفترق طرق، بفعل الأحداث الجارية في ليبيا منذ اندلاع أحداث 2011، التي تحولت من انتفاضة شعبية ضد نظام حكم العقيد معمر القذافي، إلى نزاع مسلح في شكل حرب أهلية شاملة.

دعم باهت
يأتي ذلك، في وقت تدخل العديد من البلدان المجاورة لليبيا، وأهمها تونس، لإيجاد حلول مناسبة تفضي إلى حل الصراع الليبي ولو بشكل جزئي، والمساهمة في استتباب الأمن، والوصول إلى حلول توافقية بين جميع الأطراف المتنازعة، في وقت لم تتحرك الأمم المتحدة لدعم هذه التحركات سوى بالبيانات الباهتة والإكثار من اللقاءات غير النافعة، دون إشراك جميع أطراف النزاع في ليبيا.


تداعيات الأزمة على تونس
تعد تونس الدولة الوحيدة التي استطاعت أن تنجح في تحقيق انتقال سلمي نحو المسار الديمقراطي، عقب أحداث عام 2011، إلا أن هذه الإنجازات ماتزال تهددها مشاكل شائكة، من ضمنها مسألة الحدود مع ليبيا، كما أن تونس تستضيف نحو مليوني مواطن ليبي، لجؤوا إليها خوفا من النزاع المسلح في بلادهم.

وعود كاذبة
من جهته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، أمام مجلس الأمن فور توليه منصبه، عزمه على منع الصراعات وجعل العام الجاري عاما للسلام، وذلك عبر ما أسماه ضرورة بذل المزيد من الجهود لمنع الحرب والحفاظ على السلام في كافة بلدان العالم جمعاء وخاصة ليبيا، إلا أن نشطاء رأوا أن هذه التصريحات لا تعدو كونها عملية تلميع لصورة الأمين العام الجديد، بدليل أن الصراعات حول العالم، لم يستجد فيها سوى المزيد من القتل والتشرد، وزيادة وتيرة الإرهاب.

نقض التعهدات
ويتوقع مراقبون أن دور الأمم المتحدة سيتجه إلى مزيد من الفشل في الملف الليبي، بسبب أن الحلول التي تطرحها لا تراعي الواقع السياسي في البلاد، ووجود انحياز فاضح ومكشوف لأطراف دون أطراف أخرى، فضلا عن الأداء الهزيل والضعيف لجوتيريس تجاه أخطر النزاعات الدولية وأهم القضايا السياسية والإنسانية التي تعيشها المنطقة والعالم.

 

أخطاء الأمم المتحدة 
انحياز فاضح لأطراف معينة دون غيرها
تقديم بيانات باهتة
تغطية الفشل بالمزيد من الوعود الكاذبة
اختيار مبعوثين دوليين غير مؤثرين
تجاهل متعمد لمنطقة المغرب العربي