حوار - بسام عبد السميع:

الظلام لا يغير بالظلام، ومنابر المساجد ليست لنقل الصراعات، وقطر مستمرة في تجنيد الشباب الفرنسي من الأحياء الشعبية وإرسالهم إلى مناطق الصراع في الشرق الأوسط، قطر داعية الفتنة، وتخصصت في جلب الصراعات الخارجية. الإرهاب الذي نشهده اليوم أساء كثيراً لصورة الإسلام في أوروبا بسبب سياسات الدول، وتنظيم الإخوان الإرهابي يشكل الذراع التنفيذية لمخططات قطر الإجرامية ولديه 2400 موقع إلكتروني فرانكفوني في فرنسا تبث التكفير والإرهاب و46 ألف تويتر يومي. بتلك الكلمات بدأ الشيخ حسن الشلغومي رئيس تجمع أئمة مسلمي فرنسا وإمام مسجد درانسي شمال باريس حواره معنا.

وقال الشيخ الشلغومي الذي يحظى بحماية بوليسية دائمة بفرنسا في حوار مع «الاتحاد» «تسييس الدين أكبر ضرر تحدثه هذه الجماعات حالياً»، محذراً من خطر المجموعات المتطرفة التي تحاول استقطاب الشباب المسلم، مضيفاً: لا يمكن ربط الإسلام بهؤلاء المجرمين.

وطالب الدول العربية بتمكين أئمة الإسلام المعتدل لمواجهة الخطاب المتطرف، مشيراً إلى أن قطر وإيران وتركيا تسيطر على 50% من المساجد في فرنسا، وقال «الإسلام لا يدعو إلى القتل ومن يقول ذلك يدعي زوراً وبهتاناً على الإسلام»، لافتاً إلى أن فرنسا بها أكثر من 2300 مسجد وعدد المسلمين يتجاوز 6 ملايين شخص.
وقال إن القرآن الكريم حث على مجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن،- وليس بالتي هي أخشن -، فالعمل الإرهابي كان سبباً لارتفاع أصوات المعادين للإسلام والمسلمين، وتم الاعتداء على 250 مسجداً في فرنسا، كما أن هناك حالياً في أوروبا سبعة آلاف شاب تم التغرير بهم، يوجدون في ليبيا والعراق وسوريا.

وتوقع الشلغومي استمرار العمليات الإرهابية في أوروبا، نتيجة بقاء الإخوان وأيديولوجيا التكفير والإرهاب والتطرف، فالمئات من الشباب الفرنسي في ليبيا والعراق وسوريا لم يعودوا، فضلاً عن جهل كثير ممن قدموا أنفسهم على أنهم صورة للإسلام، مؤكداً أن المحاربة الأمنية وحدها لن تستطيع القضاء على هذه التيارات.

وأشاد بالدور الإماراتي والسعودي والمصري في التصدي للإرهاب ولدولة قطر التي تدعمه وتموله، وقال «إن قطر تنشر الإسلام السياسي الداعم للإرهاب وهي التي نشرته في كثير من الدول»، واصفاً قطر بـ «محامي الشيطان»، لافتاً إلى أن المال القطري نجح في شراء عدد من الفقراء في الأحياء الشعبية بفرنسا لكنه لن يستطيع أن يشتري الأفكار».

ويعمل الشلغومي الذي يجيد عدة لغات منها الأوردو والفرنسية والانجليزية والعربية ، منذ هجرته إلى فرنسا عام 1996 على تقديم صورة المسلم المعتدل المنفتح على كل الثقافات، ولا يرفض الآخر، وقد أعد تنظيم الدولة الإرهابي داعش خطة لاغتيال الشلغومي أثناء وجوده بمدينة قمرت التونسية، لكن المحاولة فشلت بعد علم المخابرات الإيطالية بالعملية قبل وقوعها، حيث أخبرت السلطات التونسية بأن تنظيم داعش كلف أحد عناصره ويدعى رودي تيرانوفا إيطالي الجنسية لاغتيال الشلغومي بتونس.

وألف الشلغومي مجموعة من الكتب في التسامح والتعايش ومحاربة الفكر المتطرف، يحمل في صدره هموم المسلمين ومعاناتهم بسبب أعمال الإرهاب والتطرف والإجرام التي ارتكبها بعض من تدثر بالدين، والدين منهم براء.
وأشار الشلغومي إلى أن ما يحصل لمصر من تعرض للإرهاب هو ضربة شاملة للأمة العربية، فمصر ركيزة العرب والدنيا وجيشها هو جيش الأمة العربية والإسلامية ضد التهديد، مضيفاً أن ضرب الجيش المصري يشكل ضربة للدول العربية.

وقال «إن فكر تنظم الإخوان الإرهابي يتعاون على الفتنة وإراقة الدماء، وقد استغل الإخوان «الخراب العربي» وكذبوا حينما وصوفه بـ «الربيع العربي» قائلاً «أي ربيع هذا الذي جنى منه المسلمون والعرب ملايين المشردين ومليوني قتيل وجريح و500 مليار دولار وانخرطت دول عربية في الفوضي والخراب ومنها العراق وسوريا واليمن وليبيا، متسائلاً ومتعجباً من إطلاق مفهوم الفتح الإسلامي على القتل والخراب والدمار قائلاً «أي فتح على جثث الخلق والأمة، وأي فتح بتدمير الحضارة والمساجد وقتل الأبرياء».

وأوضح، أن قطر دخلت على خط الإخوان انطلاقاً من قاعدة دينية وهو كارت تلعب به عند الأميركان والغرب، لافتاً إلى أن صحفي لوفيجارو الذي اختطفوه في لبنان وأخرجته قطر، اكتشف أن قطر كانت وراء عملية الخطف، بحسب ما أخبره به صحفي لوفيجارو.

وأفاد الشلغومي، بأن قطر تتدخل في الأحياء الشعبية الفرنسية لتجنيد الشباب تحت ستار الجمعيات الخيرية، حيث انخرط في الصراع بسوريا والعراق ضمن الجماعات الإرهابية نحو 2700 شخص من فرنسا و7 آلاف شخص من أوروبا، وبدأت العمليات التجنيدية بشعار «لبيك سوريا عام 2012» وتم عقد مؤتمر إخواني في بورجيه تم العمل فيه على ترويج فكر سيد قطب والقرضاوي.

وأوضح أن «لبيك سوريا»، شعار انطلق في عدة دول، ما أكد وحدة قطر والإخوان في العمل على تدمير المنطقة وتنفيذ أجندات الخراب، لافتاً إلى أن تركيا لعبت دوراً كبيراً في الدعم اللوجستي لنقل المغرر بهم إلى منطقة الصراع في سوريا والعراق .

وتابع «لا علاقة للجماعات الإرهابية والإخوان بصحيح الدين، وقطر والإخوان أكبر عاملين في جلب الصراعات»، مشيراً إلى أن وزير الداخلية البلجيكي أعلن عن قيام قطر بتمويل الإرهاب في أوروبا بـ 160 مليون يورو عبر الجمعيات التي تحمل عنوان «الخيرية».

وقال الحكومة الفرنسية علمانية وتفصل الدولة عن الدين منذ 1905، ولا تتدخل في الشؤون الدينية.

ولكن عندما تحول الدين إلى وسيلة لضرب الاستقرار والأمن وفي فرنسا، وذهب ضحية العمليات الإرهابية أكثر من 400 شخص في أوروبا منهم 249 فرنسيا، قررت الحكومة التدخل للحفاظ على فرنسا.

وأضاف، تحت عنوان الخلافة في سوريا ذهب الكثيرون مخدوعين بعقيدة الموت، مضيفاً أن الإسلام عقيدة الحياة، فالقرآن الكريم يقول «فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه»، مؤكداً على أن المسلمين أمة رحمة لكل الكائنات.

الشغلومي: الإمارات قبلة التعايش العالمي ونهجها يعزز أمن المسلمين في الغرب

أبوظبي (الاتحاد)

قال الشيخ حسن الشلغومي رئيس تجمع أئمة مسلمي فرنسا «أعتز وافخر بالمشهد الإماراتي فالإمارات قدوة ومثل للحريات والتسامح والتطور واحترام القيم الإنسانية، وإذا عاش غير المسلم بأمان في دول المسلمين فإن المسلمين يعيشون أمانا في أوروبا ومن يعودون من الإمارات إلى فرنسا يقولون «إن ما نراه في فرنسا من التيارات الدينية لا علاقة له بالإسلام»، مشيراً إلى أن مكة المكرمة قبلة المسلمين في الصلاة والإمارات قبلة التعايش عالمياً.

وأضاف أن الإمارات تعزز أمن المسلمين في الغرب نتيجة نهجها الرائع في التعايش بين المسلمين وغيرهم على أرض الإمارات، إنها رسالة عظيمة للعالم تركنا الخطابات لقناة الفتنة ومروج الفتن والضلال يوسف القرضاوي، فالدين لا يتعارض مع حضارة الإسلام.

وقال إن زيارة الرئيس الفرنسي إلى الإمارات كأول زيارة له إلى دولة عربية وخليجية ستتناول تعزيز التعاون على مختلف الصعد بن الجانبين وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أن العلاقات بين البلدين، ستشهد نمواً كبيراً نتيجة لرغبة الجانبين في التعاون المشترك لصالح القضايا العالمية، لافتاً إلى أن افتتاح متحف لوفر الشهر الحالي والذي يحضره الرئيس ايمانويل ماكرون يعد جسراً قوياً لتوطيد علاقات الجانبين وتعزيز دور الإمارات الحضاري عالمياً.

وأشار إلى مشاورات حالية لتقديم الإمارات الدعم لمسلمي فرنسا وأوروبا في تصحيح مفاهيم الإسلام وحوار الديانات والمرجعيات الفقهية وتأهيل وتدريب الأئمة.

الشلغومي وإسلام الأنوار

أبوظبي (الاتحاد)

أكد الشيخ حسن الشلغومي رئيس تجمع أئمة مسلمي فرنسا وإمام مسجد درانسي شمال باريس، أنه يناضل من أجل إسلام «الأنوار»، ويخوض الشلغومي، حرباً شديدة على الأصولية الإسلامية، وقد ضمن الشلغومي مجمل أفكاره و«رسالته» في كتاب أصدره بعنوان «الإسلام والجمهورية.. لنتحرك قبل فوات الأوان»، وهو عبارة عن سلسلة مقابلات أجراها معه الصحافي الفرنسي «ديفيد بوجاداس».

نشأ الشلغومي لأب جزائري وأم تونسية في تونس، وتلقى تعليمه في مؤسسة العلوي المعروفة بطابعها العلماني في تونس، وبعد حصوله على البكالوريا، سافر الشلغومي إلى سوريا وتركيا وإيران وباكستان والهند.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت ماكرون بقصر الإليزيه، استقبلا في يوليو من العام الحالي وفد ممثلي الجاليات العربية والإسلامية بأوروبا بزعامة الشيخ حسن الشلغومي، منظم مسيرة «مسلمون ضد الإرهاب» في أوروبا، وشارك في المسيرة التي طافت بالحافلات عدة عواصم أوروبية 60 إماماً من إيطاليا والبرتغال وبلجيكا، وأكدوا جميعهم على الخطر الذي تجسده قطر على أمن المسلمين في الداخل والخارج من خلال دعمهما للجماعات الإرهابية، وأثنوا على الخطوات التصعيدية التي اتخذتها الدول الأربع الداعية إلى مكافحة الإرهاب ضد قطر، مؤكدين رفض المسلمين للإرهاب والتطرف كونه يتنافى وتعاليم الدين الإسلامي، والتي تدعو إلى التضامن مع ضحايا الإرهاب.