جاسر عبدالعزيز الجاسر

بعد ظهور الرئيس سعد الدين الحريري في لقاء تلفزيوني مباشر، والذي أجري في منزله في الرياض، واستقباله البطريك الماروني بشارة الراعي ولقائه مع الرئيس سعد الحريري، والأقوال والأجوبة التي أدلى بها الحريري، لا بد أن تجعل كل من تحدث عن احتجاز سعد الدين الحريري ومنعه من التحرك بوضعه تحت الإقامة الجبرية، لا بد أن تجعل كل من تحدث عن تقيد حركة الحريري، تنزف عروق دمائهم خجلاً وخزياً بعد تعدد إطلالات الحريري في الرياض، وظهوره المتعدد أكثر ممن أدمنوا الإقامة في الأقبية والأماكن التي لا يعرفها حتى أقرب المقربين.

سعد الدين الحريري يقيم في منزله الذي يعرفه كل سعودي وكل من يقيم في الرياض، وأصحاب الحاجات من اللبنانيين يعرفون عنوانه وطريقه جيداً، والرجل كان واضحاً في ردوده، من أنه قدم استقالته لإحداث «صدمة إيجابية» تساعد اللبنانيين في إعادة دولتهم لبنان بعد اختطافه من قبل عملاء إيران، وأنه وكما شدد على أنه لم يجبر على الاستقالة، ولم يفرض عليه البقاء في الرياض.

الحريري فضل البقاء في الرياض لإعطاء الوقت للتفكير والتأمل وكيفية مساعدة اللبنانيين في الحفاظ على دولتهم التي يتهددها الخطر.

ظهور الحريري المتكرر ولقاءاته مع البطريك وقبله حضوره المناسبات واستقباله عدداً من السفراء من بينهم جميع سفراء الدول الخمسة الكبرى والدول الأوروبية المهمة، وظهوره في لقاء تلفزيوني مباشر، أوقفت وألغت كل ادعاءات ومحاولات وقف الصدمة الإيجابية لإيقاظ الشعب اللبناني، فالحريري سعى من وراء الاستقالة إلى إنقاذ لبنان من السقوط وتدمير مؤسسات الدولة، وإعادة السيادة والهيبة للقرار اللبناني، وأنه سيعود إلى لبنان في غضون أيام قليلة وقد لا تتجاوز الأيام الثلاثة ليقدم استقالته مكتوبة إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، ويشرح له الأسباب التي دعته إلى تقديم هذه الاستقالة التي تعد دفاعاً وتحصيناً لكرامة وهيبة رئيس الدولة الذي تجاوزه عملاء النظام الإيراني كثيراً.

عندها سيكون موقف الرئيس عون والمراجع اللبنانية الأخرى أمام محك رئيسي ولحظة تاريخية، فهل يساندون موقف الحريري في الدفاع عن لبنان أم يقضون الشتاء في حضن النظام الإيراني.