بيروت: فاطمة حوحو

أجمعت مصادر سياسية على أن تريث رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في استقالته سيصطدم بسلاح ميليشيات حزب الله، وموقف الرئيس ميشال عون من الالتزام بسياسة «النأي بالنفس»، مشيرة إلى أن الحريري قد يفعِّل استقالته إذا استمرت تلك العراقيل.

في وقت أعاد إعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بالتريث في قرار الاستقالة، التفاؤل للشارع اللبناني في إطار الحرص على مصلحة الدولة والنأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية، تساءل بعض المراقبين عن مدة «التريث» وكيف سيكون أداء القوى السياسية في الحكومة وماذا سيفعل الحريري في حال تبين له أن إيجابيات مواقف «حزب الله» المعلنة بعيد عودته لبنان وتخفيف اللهجة سيستمر أم أن طرح موضوع «السلاح» سيعيد الأمور إلى نقطة الصفر؟.


وقالت مصادر سياسية لــ«الوطن» إن تطبيع العلاقة شبه مستحيل بين حكومة الحريري وحزب الله إذا لم يقدم الأخير من خلال المشاورات والحوارات التي سيجريها رئيس الجمهورية ميشال عون تنازلات واضحة، منها وضع سياسة «النأي بالنفس» موضع التنفيذ والبحث الجدي في تطبيق الطائف، لا سيما ما يتعلق منه بحل الميليشيات المسلحة، وسيكون في هذه الحال وضع موضوع سلاح «حزب الله» على طاولة البحث والتزام الحزب بالقرارات اللبنانية الداخلية، من دون التأثيرات الإيرانية والأوامر التي يتلقاها بشكل مباشر أو برسائل مشفرة.


سلطة الدولة 


عدت المصادر أن «التريث» لن يبقى قائما لفترة طويلة وسيكون على الحريري إعادة تفعيل استقالته مجددا إذا اصطدم بجدار سلاح حزب الله، فضلا عما يتردد عن قرار الحرب والسلم الذي يجب أن يكون بيد الدولة لا الدويلة، مضيفة أن «الصدمة التي أحدثها الحريري باستقالته لا يمكن إلا يحسب لها حساب، وأن «التريث» لن يجمد الأمور، إذ إن زلزال الاستقالة سيترك انعكاساته، وإن حاول البعض تجاوز ما ورد فيها أو التخفيف من آثارها»، موضحة أن «ما يدفع لذلك، أمران الأول رفض إيران نزع سلاح «حزب الله»، والأمر الثاني: ما ذكره ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية «بأن الحريري لن يستمر في توفير غطاء سياسي لحكومة لبنانية تخضع لسيطرة «حزب الله» الذي تسيطر عليه طهران أساسا»، إلا إذا حصل تطور كبير يدفع باتجاه تسوية ما في اليمن وسورية، ولا مؤشرات واضحة حتى الآن، لأن ذلك يتطلب الجلوس على طاولة المفاوضات لتهدئة أوضاع المنطقة».

توقف التدخلات 


وسط هذا الأجواء تم تناقل احتمال حصول لقاء بين الرئيس الحريري وأمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، لكن مصادر سياسية أكدت لـ«الوطن» عدم صحة هذه الإشاعات، مستبعدة حصول مثل هذا اللقاء في هذا الوقت.
واستبعدت المصادر حدوث مثل هذا اللقاء إلا في حال سحب «حزب الله» ميليشياته من سورية، وتوقف عن تدخلاته في دول المنطقة عسكريا وأمنيا، وقرر الالتزام باتفاق الطائف بكافة بنوده، ويصبح اللقاء أمرا واردا.

لقاء الحريري وجعجع 


يأتي ذلك في وقت يعيش «تيار المستقبل» وحزب «القوات اللبنانية» برئاسة سمير جعجع، منذ عودة الرئيس الحريري إلى لبنان، علاقة يسودها التوتر، ناتجة عن ترويجات بتحميل «المستقبليين» القوات مسؤولية في محاولات إضعاف الحريري، وفيما لم ينف الطرفان سوء العلاقة حاليا، قال المسؤول الإعلامي في«القوات اللبنانية» شارل جبور لـ«الوطن» إن العلاقة بين «القوات»و«المستقبل» مهما مرت بظروف صعبة، فهي علاقة استراتيجية، مشيرا إلى أن كلا الطرفين يريدان انفصال «حزب الله» عن إيران، ومن مصلحتهما التحالف لتحقيق ذلك، وأضاف أن العلاقة بين المستقبل والقوات البنانية تمر منذ فترة بسوء تفاهم ويجب معالجته في الغرف المغلقة، مشيرا إلى أن «الأمور لا بد من معالجتها بين جعجع والحريري، وسيكون هناك لقاء بينهما قريبا».


تطورات لبنانية 


انحسار التفاؤل في الشارع اللبناني 
مخاوف من تفعيل الحريري الاستقالة 
مطالبة عون بالالتزام بسياسة «النأي بالنفس» 
تدخل إيران بالتمسك بسلاح حزب الله 
رفض وجود حكومة الحريري كغطاء سياسي 
الدعوة للالتزام باتفاق الطائف