خالد السليمان

ليست المرة الأولى التي يعلن فيها بعض القائمين على منتدى الرياض الاقتصادي الناجح العمل على تحويله إلى مركز فكر اقتصادي إستراتيجي، قالوها عام ٢٠٠٩ أمام الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله عند افتتاح الدورة الرابعة، وكرروها أمام أمير الرياض خالد بن بندر عام ٢٠١٣ في افتتاح الدورة السادسة، وهاهم يكررونها اليوم أمام أمير الرياض فيصل بن بندر في افتتاح الدورة الثامنة! فإما أن تحدد لنا غرفة تجارة وصناعة الرياض موعدا محددا لتحقيق هدفها، أو تتوقف عن تكرار إعلان هذا الهدف أمام رعاة حفلات افتتاح منتداها الاقتصادي، حتى لا يتحول هذا الحديث المتكرر رغم تعاقب مجالس إدارات الغرفة إلى ومضة فلاش إعلامية متكررة! فإذا كانت بعض العناوين البراقة تصلح لزمن الفلاشات الإعلامية الوامضة كلحظات الوقت العابرة، فإن الزمن اليوم هو للأهداف والأعمال والمشاريع والإنجازات الحقيقية التي يترجمها الواقع، لتصب في قناة تحقيق رؤية ٢٠٣٠ التي لن تتحقق إلا بالأفعال لا الأقوال!

***

يفترض أن يكون نائب وزير النقل قد التقى أمس مواطنين من جازان في لقاء مفتوح، وأستطيع أن أتنبأ بمطالب الأهلي وهي استكمال بعض مشاريع الطرق والجسور المتعثرة منذ سنوات عديدة، لكن هل جاءهم النائب بعصا موسى ليحقق لهم أمانيهم؟! طبعا لا، فهذه المطالب ليست وليدة اليوم وتعرفها الوزارة منذ الأمس! قبل بضعة أشهر سلكت الطريق الجبلي الواصل بين رزان والجبل الأسود بمنطقة جازان، ولاحظت تساقط كتل هائلة من الصخور بسبب الأمطار تعرض حياة سالكيه وغالبهم من الأهالي والطلاب للخطر، فالتقطت صورا لها وأرسلتها لجوال الوزير وقتها، وبدلا من أن يكون جوابه: «شكرا، علم سنتخذ اللازم فورا»، جاء الجواب إن الطرق تخضع لصيانة دورية حسب برنامج زمني، فكتبت له: المسألة لا تحتاج لصيانة دورية بل لمسؤولية فورية!