جهاد الخازن 

 تهم التحرش الجنسي والاعتداء في الولايات المتحدة شملت الرئيس دونالد ترامب وأعضاء في مجلسي الشيوخ والنواب وأشهر نجوم الميديا وحتى المدارس.

السيناتور الجمهورية سوزان كولنز قالت إنها وزملاء لها في الحزب الجمهوري يشعرون بقلق إزاء تهم التحرش الجنسي التي وجهها عدد من النساء إلى الرئيس ترامب. هو أنكر التهم وهدد بمقاضاة النساء اللواتي اتهمنه إلا أنه لم يفعل، ما يعني أنه يدرك أن النساء كن صادقات في اتهامه. السيناتور جاكي سبايسر قالت إن ترامب سيخسر الرئاسة لو تمت الانتخابات اليوم.

النساء اللواتي اتهمن ترامب بالتحرش أو الاعتداء كثيرات، ولا يمكن أن أدخل في تفاصيل التهم، وإنما أشير اليها بالتهذيب الممكن.

ناتاشا ستوينوف قالت إنها كانت تُجري له مقابلة لمجلة «بيبول» عندما أدخلها غرفة في فندق الغولف الذي يملكه وقبّلها رغماً عنها. هناك زميلات لها وصديقات وأستاذ جامعي سابق حكوا ما قالت لهم في حينه. راشيل كروكس قالت إنها فوجئت بترامب يقبّلها عندما قالت له إنها تعمل لشركة تتعامل معه. كاثي هيلر قالت شيئاً مشابهاً لما قالت راشيل كروكس وترامب قبّلها أمام الناس في النادي. كريستين أندرسون تحدثت عن تحرش في نادٍ ليلي لا محل له في هذه الجريدة. أما جيسيكا ليدز فقالت إن ترامب اعتدى عليها وهي تجلس إلى جانبه في طائرة ركاب.

ترامب من الوقاحة أن يهاجم أي عضو ديموقراطي متهم بالتحرش، وأن يسكت عندما توجّه التهمة إلى جمهوري.

الرئيس ترامب هاجم السيناتور الديموقراطي آل فرانكن بعد أن اتهمه عدد من النساء بالتحرش بهن، إلا أنه صمت بحق روي مور المرشح الجمهوري لعضوية مجلس الشيوخ عن ألاباما، على رغم أن التهم الموجهة إليه أكثر وأقبح، ومنها الاعتداء على صغيرة في الرابعة عشرة، وخادمة في مطعم لها من العمر 16 سنة. كثيرون، وبينهم جمهوريون، يطالبون مور بالتخلي عن المنافسة على مقعد في مجلس الشيوخ، إلا أن الرئيس ترامب لا يذكره بخير أو شر، وإنما يحاول جهده أن يساعد ترشيحه لعضوية مجلس الشيوخ عن ألاباما. كبار أركان الحزب تنصلوا من مور لأن التهم عليه ثابتة، إلا أن ترامب يبقى مؤيداً، وهو يحاول تحويل الأنظار بالتركيز على التهم الموجهة إلى آل فرانكن على رغم أن هذا لم يفعل عُشر ما اتُّهِم به ترامب. وترامب هاجم معه عضو مجلس النواب عن الحزب الديموقراطي جون كونيرز، وهذا أسود اتهمته نساء بالتحرش بهن على مدى سنوات.

ثماني نساء قلن في مقابلات مع «واشنطن بوست» إن نجم التلفزيون شارلي روز اعتدى عليهن أو تحرش بهن. هو الآن في الخامسة والسبعين، والتهم تعود إلى تسعينات القرن الماضي وقبلها وبعدها. خلال ساعات من نشر التحقيق أوقفت محطات تلفزيون كبرى التعامل مع المذيع المشهور. لا أستطيع الدخول في التفاصيل، فهي من نوع لا يمكن لجريدة محترمة مثل «الحياة» أن تنشره، لكن أقول إنني قرأت أيضاً تحقيقاً طويلاً عن الاعتداء والاغتصاب في صناعة المطاعم في الولايات المتحدة.

في سوء ما سبق أو أسوأ خبر عن تحرش متطوع في مدرسة ابتدائية بثلاثة وعشرين طفلاً. المتهم ديونتي كاراوي اعترف ودين في المحكمة وحكم عليه بالسجن 75 سنة، ما يعني أنه سيموت في السجن.

هو رجل واحد وأسوأ كثيراً مما سبق أن أقرأ خبراً عنوانه: كل ستة أسابيع منذ 36 سنة، متى سينتهي التحرش الجنسي في الألعاب الاولمبية. أكثر من 290 مدرباً ومسؤولاً اتهموا بالتحرش، وفي ألعاب الجمباز اتهمت نحو 130 لاعبة طبيباً بالتحرش، والأرقام تشمل 15 نوعاً من الألعاب الاولمبية، إلا أن التفاصيل فاضحة، فأكتفي بما سبق. كنت أعتقد أن في الألعاب الاولمبية روحاً رياضية، ويبدو أنني عرفت شيئاً وغابت عني أشياء.