عبد الله ناصر الفوزان

ليس هناك أكثر نقضاً للعهود والمواثيق من علي عبدالله صالح إلا الحوثيين. حينما وجد صالح أنه فقد السلطة فتح أبواب عمران وصنعاء والحديدة للحوثيين كي يعود لها عن طريقهم وحين تأكد له أنه تورط معهم وأنهم في طريقهم للتلاشي وحتى لو انتصروا وهذا مستبعد فلن يسلموه السلطة انتفض وخرج عليهم كما رأينا أمس.

علي صالح ثعلب وسياسي خطير وذكي ولديه قدرة هائلة على إدارة الصراعات وكنت أراه خلال الأشهر الماضية يتحدث بوجه مهزوم وصوت مرتعش أوحى للجميع بمن فيهم الحوثيون أنه تحول إلى لقمة سائغة يمكن ابتلاعها في أية لحظة ويوم أمس رأيته شوكة نشبت في "زورهم" يتحدث بوجه منتصر وصوت قوي مجلجل وأعلن الطلاق البائن والحرب عليهم بقوة وضراوة.

الذي بدا أمس هو بداية صراع الثعالب وقد كان صراعاً حتمياً لابد أن يحدث، فالثعالب قد تتوافق مرحلياً لكنها في النهاية لابد أن تأكل بعضها وعلي صالح ثعلب خطير.

لقد قال أمس: إنه لا يريد السلطة ولكني أظن أن ما قام به ما هو إلا بحث عن طريق جديد للسلطة ولا أتصور أن أحداً يمكن أن يثق في شخص رسب في اختبارات عديدة لكن لأن السياسة هي فن الممكن فقد يكون تأييده مرحلياً مناسباً لكونه أفضل لنا ولليمن من الحوثيين، وقد يكون في النهاية طرفاً أفضل من الحوثيين في الحوار مع دول التحالف للتوصل لحل يخلص اليمن من مآسيها ويعيد لها وحدتها وأمنها ولا يعيده للسلطة من جديد.