جهاد الخازن

 القدس هي فلسطين وفلسطين هي القدس. رجل الأعمال الأميركي دونالد ترامب الذي أصبح رئيساً لبلد ديموقراطي رائد في حقوق الإنسان، أعلن أن الولايات المتحدة قررت أن تعتبر القدس عاصمة إسرائيل. أدين دونالد ترامب إدانة مطلقة وأطلب عزله من الرئاسة الأميركية.

مجرم الحرب بنيامين نتانياهو رحّب بالقرار، لكن العالم كله دان موقف ترامب.

البابا فرنسيس في روما قال إنه لا يستطيع أن يبقى صامتاً و «أناشد من كل قلبي احترام وضع القدس كما عبّرت عنه قرارات الأمم المتحدة».

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش انتقد أي قرار أحادي يعرض للخطر احتمال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين... «القدس قضية في الوضع النهائي ويجب أن تحل من طريق المفاوضات...».

رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قالت إن قرار ترامب خاطئ بالنسبة الى إمكانات السلام في الشرق الأوسط.

الرئيس إيمانويل ماكرون قال وهو يزور الجزائر إن قرار ترامب مؤسف، وإن فرنسا وأوروبا تريدان حل الدولتين.

المستشارة أنغيلا مركل قالت إن ألمانيا لا تؤيد قرار ترامب، لأن وضع المدينة يجب أن يحل ضمن مفاوضات قيام دولتين (جنباً إلى جنب فلسطين وإسرائيل).

رئيس وزراء إيطاليا باولو جنتيلوني قال إن القدس مدينة وحيدة من نوعها في العالم، ومستقبلها يجب أن يحدد في مفاوضات لقيام دولتين: إسرائيل وفلسطين.

روسيا دانت قرار ترامب، والصين أعلنت تأييدها القدس الشرقية عاصمة لفلسطين المستقلة، ودعت جميع الأطراف إلى الحذر حتى لا ينفجر الوضع في الشرق الأوسط.

في تركيا، دعا الرئيس رجب طيب أردوغان إلى مؤتمر إسلامي في بلاده الأسبوع المقبل، والناطق باسمه وصف تغيير وضع القدس بأنه «خطأ فادح». وأضاف: القدس هي شرفنا. القدس هي قضيتنا المشتركة. القدس هي خطنا الأحمر.

أقول للرئيس الجاهل إن القدس التاريخية هي القدس الشرقية حيث يقيم الفلسطينيون، وإن القدس الغربية مجموعة من الضواحي التي لم تكن يوماً جزءاً من القدس. هو يريد أيضاً نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وأنا أريد انتفاضة ثالثة ورابعة وخامسة، بل أريد قطع الدول العربية والمسلمة العلاقات مع الولايات المتحدة وتأييد انتفاضة جديدة بالسلاح والمال والمتطوعين.

لا أحتاج إلى أن أسجل الإدانات العربية والإسلامية لقرار ترامب، ولكن الملك عبدالله الثاني كان له موقف مشرف وأختار من بيان الديوان الملكي السعودي قوله إن القرار «خطر» وأيضاً «غير مسؤول». وكانت الإمارات قد دانت القرار بكلام مماثل، كما فعلت كل دولة عربية وإسلامية.

أختنا حنان عشراوي، المناضلة الفلسطينية، قالت في مقال نشرته لها «نيويورك تايمز» إن قرار ترامب «خطأ فادح» وإن الفلسطينيين والعرب والمسلمين سيرون فيه استفزازاً يجب الرد عليه.

الكاتب توماس فريدمان، وهو يهودي أميركي أحترمه، قال إن ترامب قدم القدس هدية من دون مقابل، وناقض كل قرار سابق للإدارات الأميركية المتعاقبة ربط مصير القدس بعملية السلام.

لا سلام مع وجود دونالد ترامب في البيت الأبيض، فأنتظر أن يرحل.