خالد السليمان

منذ أن وعيت على هذه الدنيا وأنا ألمس مشاعر كراهية غير مفهومة لدى كثير من العرب تجاه الخليجيين والسعوديين تحديدا، وطيلة عقود من الزمن لم أجد مبررا لهذه المشاعر السلبية المتوارثة سوى الغيرة والحسد، ليس من امتلاك دول الخليج العربية للثروة النفطية بل من تطويعها لنماء الأوطان ورخاء الإنسان !

فالثروة النفطية التي حباها الله لدول الخليج العربية، قد وهبها الله أيضا لدول عربية أخرى كالعراق وليبيا والجزائر، وزاد عليها لهم مصادر المياه وخصوبة الأرض والمعادن الطبيعية والغاز، لكن جميع تلك الدول غرقت في الدكتاتورية السياسية والفقر الاجتماعي والتخلف التنموي، بينما سخرت دول الخليج ثرواتها لنماء مجتمعاتها !

وفي الوقت الذي لا يخلو فيه بلد عربي من مشاريع تنموية مولتها الحكومات الخليجية، أو تضم خزائنها أموال الهبات والودائع الخليجية، نجد أن الجحود والنكران هو الفائدة الوحيدة التي تجنيها دول الخليج على هذه الأموال الطائلة !

وبينما تاجرت العديد من الأنظمة العربية الثورية والأنظمة المتعاقبة بالقضية الفلسطينية ولم تقدم لها سوى الشعارات والخذلان، نجد أن حكومات وشعوب الخليج العربي ناصرت هذه القضية في جميع المحافل الدولية، وقدمت للشعب الفلسطيني الدعم المادي في أرضه والاحتضان لمغتربيه في أرضها، في الوقت الذي حوصر فيه مهجروه في مخيمات دول التصدي والممانعة بين مطرقة التضييق المعيشي وسندان التضييق الأمني، ورغم ذلك نجد أن الأعلام الخليجية هي التي تحرق في المظاهرات إلى جوار الأعلام الإسرائيلية والأمريكية، وملوك وأمراء وشعوب الخليج هم الذين يشتمون من على منابر المقاومين، بينما يمجد أهل الغدر والخيانة والشعارات الزائفة !

وإذا كنت أفسر كراهية «قومجية» الشعارات لافتقارهم للقيم والمبادئ والأخلاق، فأي تفسير يمكن أن نجده لإخوان الجهاد ممن يتدثرون بعباءة الدين ويتلبسون مخافة الله، وهم يكذبون ويتجنون ويظلمون، حتى باتوا أشد عداوة وبغضاء لنا من اليهود والنصارى؟!