شاهر النهاري

حوار دار بيني وبين عدد من مثقفي لبنان الخرس في عصر الإرهاب المجتمعي الثقافي الإليكتروني الحالي وبعد أن كانت أصواتهم جهورية حرة حول معاهدة الطائف وديمقراطيتها.

همسوا بوجع: عائلات مدرجة على سلالم رواتب حزب الله الجزلة منذ 35 عامًا والمطلوب منها فقط مواكبة القطيع المستأنس والتصفيق للشعارات والأفعال الطائفية بقلوب جوفاء وأعين مغمضة.

عشرات الآلاف يقبضون المساعدات والإكراميات والرشاوى بتدرج من كبار مسؤولي الدولة نزولا لبعض لاجئي الضاحية، فأين سيكون ولاؤهم؟

الحزب الإيراني نجح بأمواله المتوحشة في نشر السلاح وأيديولوجيا رفع الإعلام الطائفية على الأبواب والشرفات، دون اكتراث بأزمات انقطاع الكهرباء والمياه وتراكم النفايات المتفاقمة.

جميع الطوائف اللبنانية شعرت بالضعف والخوف، فانكمشت كل منها في ضيعتها وأطلقت صحيفة عنتريات وقناة استعراض الياقات الفاخرة وحوارات (توك شو)، البعيدة عن واقع الثقافة المعاشه والحاجة؛ وعلى عكس إعلام الحزب الطائفي، الذي يصول ويجول ويغسل الأمخاخ وتؤصل الثورة الخمينية في أنفس الأجيال.

أغنياء السنة بخلاء وفقراؤهم انصهروا بين المطرقة والسندان وعسكرهم لاذوا بالمساجد والعقم أصاب قياداتهم بعد رحيل المقتدرين رشيد كرامي والصلح واليافي وصائب سلام وبعد اغتيال الزعيم رفيق الحريري، ظهرت الحاجة ملحة لزعيم بمواصفات شاملة، بل ومتطورة من نواحي الحماية فالتزعّم وسط تلك الخوازيق مقامرة بروح من يهدف لإعلاء كلمة الحق.

ستعاديه كل المؤسسات والمخابرات والمأجورين من شوارع لبنان إلى ركام سورية الساجدة لإيران بعد أن تتوضأ في قيح قطر.

نجيب ميقاتي كان سلبيا شُغل بمصلحته، فلم يُقنع حتى أبناء مدينته طرابلس. وكان تمام سلام مهتز الزعامة فقير الجيب.

سعد الحريري كان خير مرشح لملء الفراغ، ولكنه سارع بصرف معظم مساعدي والده واستبدلهم بصغار السن، نعم، كانوا جشعين، ولكن الصغار كذلك أيضًا، مع افتقارهم للخبرة.

أساسيات الوقوف ندًا لحزب الله، تحتاج لزعيم متفانٍ وفريق شجاع جبار بمؤازرة دول صادقة قوية مثل السعودية وفرنسا وبنوايا بتر أيادي حزب إيران الأوحد الشرس.

سعد الحريري يجب أن يظل في الواجهة، بحزب يضم المخلصين المؤهلين مثل بهاء الحريري ونهاد المشنوق، المتحرر من الطائفية ومن الجيوب السورية. ويجب الاعتماد على حضور المفتي دريان وتقريب رضوان السيد، الاسم السني الأرقى بعد وفاة الشيخ عبدالله العلايلي واغتيال الدكتور صبحي الصالح، ليكون مستشارًا لسعد كما كان لوالده الشهيد، وكلهم أقرب للاعتدال فكرا ودينا وسياسة.

كما يجب الإبقاء على العلاقات الجيّدة مع سمير جعجع ووليد جنبلاط، وبقية أعضاء تحالف 14 آذار.

تلك كانت رؤية عدد من مثقفي مختلف الطوائف اللبنانية ممن فضفضوا لي والحسرة تذبح أصواتهم المخنوقة بسكاكين الخوف، لكيلا يسمع طوب الأرض شكواهم، فيجدوا أنفسهم فرادى عزلا أمام حقد وبطش وعنصرية وخيانات حسن نصر طغيان إيران وجها لوجه.