عبد الله ناصر الفوزان

شاهدت مقطعاً للشيخ المغامسي بدا لي فيه ليس المغامسي الذي أعرفه.. فالذي أعرفه يؤكد على سماحة الدين ويسره وينتقد الذين يتشددون ويضيقون على الناس والأهم أني كنت أشعر وأنا أستمع إلى المغامسي الذي أعرفه أنه متدبر عاقل مفكر لا يحرم إلا بدليل واضح وليس من الذين يتوسعون في التحريم سداً للذرائع ولا من أصحاب الفزعات الذين ينتخى بهم فيهبون فقط للنصرة والتأييد.

هذا هو الشيخ المغامسي الذي أعرفه أما ذلك الشيخ المغامسي الذي شاهدته في المقطع فقد بدا لي على نحو مختلف إذ كان يميل للتشدد فيحرم السينما والأهم أنه يحرمها دون دليل قوي فيستند إلى القول إن في أفلامها فجوراً وأنه كما سيذهب لها الرجل مع زوجته فقد يذهب لها الرجل مع صديقته.

يا فضيلة الشيخ.. الكتب فيها فجور والهواتف النقالة فيها فجور فهل نحرمها؟ التحريم كما أرى ينبغي أن يكون للفجور وليس للوسيلة التي قد تنقل الفجور وقد تنقل الفضائل والعبر والدروس المفيدة ونحن الذين سنختار ما يعرض وليس منتجو الأفلام.

أما ذهاب الرجل لها مع صديقته فالأصدقاء يذهبون للمطاعم والحدائق فهل نغلقها وإذا أغلقناها فقد يذهبون للبر ومعهم الهاتف الجوال الذي يوجد به الفجور فماذا نعمل بالبر يا فضيلة الشيخ؟

يعني إذا اكتشفنا سرقة أو جريمة أو فساداً أو فجوراً فلا بد أن نقبض ونحاكم ونطبق أشد العقاب أما أن نغلق النوافذ حتى لا يدخل الفجور فهذا اختناق ونعرف ماذا يعني أن يخنق الإنسان نفسه.

مع تقديري واحترامي.