عبد الله ناصر الفوزان

الرئيس أردوغان صاحب كارزما يجيد سياسة الكلام. من أبرز مواهبه عنترياته المؤثرة. يزأر فيطرب الكثيرون إذ يبدو وكأنه سيقفز فوراً للغابة بسيفه البتار ليحمي الأرانب من صولة الوحوش ولا يتابع الكثيرون ما يفعل أما المتابعون فيفاجؤون بأنه بدلاً من الذهاب للغابة ذهب لغرفة نومه.

حالات الزئير لديه كثيرة وآخرها تلك العنتريات التي ظل يرددها قبل وبعد اعتراف الرئيس الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقد طلب عقد قمة إسلامية عاجلة فتوقع البعض أن يزلزل الأرض من تحت أقدام الإسرائيليين خاصة وأن الرئيس الإيراني من ضمن الحضور ولم يتفاءل آخرون بأكثر من قطع علاقته بإسرائيل كما وعد لكن فوجئ الجميع أنه لم يفعل ولا حتى ما توقعه غير المتفائلين (إذ لم يجد كما يبدو أي لزوم) فبقيت علاقته بإسرائيل سمناً على عسل.

أردوغان براغماتي يفعل ما يحقق المصالح القوية له ولحزبه ولتركيا وهو يعرف أن علاقاته بإسرائيل تحقق المصلحة الكبرى طالما أن أحداً لن يحاسبه أما الفلسطينيون الفقراء المساكين المظلومون المسحوقون فلا مصلحة مادية تتحقق من علاقاته معهم بل بالعكس هناك أعباء مالية لا يريد تحملها.

طيب.. لماذا إذاً تلك العنتريات؟ الجواب لأنه يريد مصلحة أخرى كبيرة وهي الشعبوية في العالم الإسلامي التي يمكن أن يحققها بالعنتريات وهو متفوق فيها ويعرف أن الجماهير العربية كانت تطرب لعنتريات عبدالناصر ولا تقارنها بنتائج أفعاله.

يبهرني أردوغان أحياناً فأكاد أرفع له القبعة لكن يستفزني في أحيان كثيرة بادعاءاته وعنترياته واستعراضاته التي تتبخر سريعاً كما يحصل لرغوة الصابون.