علي سعد الموسى

بينما كنا نتناوب التعليق على جائزة الملك خالد قبيل حفلها المهيب، سألني مذيع القناة الثقافية: كيف ترى الجائزة؟ أجبته: هي بالضبط صورة ملك خالد في ذاكرة شعب، وتوصيف دقيق لعهده ولمرحلته. كل ملك سعودي في تاريخنا كأنما كان لنا تصميما وتفصيلا دقيقا لظروف المرحلة، وهذه هبة إلهية سبق وأن كتبت عنها بالتفاصيل ذات زمن. دخل المغفور له بإذن الله، خالد الخير إلى كل بيت سعودي، حين فاضت خيرات الله على يديه، وأكاد أجزم أنه أكبر زعيم على الأرض تمكن من نقل أكبر عدد ممكن من شعبه إلى صفوف الطبقة الوسطى في فترة حكم قصيرة.


جائزة الملك خالد تعكس طبيعة توجهه التنموي الداخلي الهائل، مثلما هي توصيف دقيق لمشاعل التنافسية التي ابتدأت في عهده الميمون ببذرة مؤسسات العمل الخيري وولادة عشرات الجمعيات المختلفة. وبعد ثماني سنوات من ولادة هذه الجائزة الكبرى سأدلي بتوقع مردوف بطلب كي يكون للمقال جوهر وثمرة. 
أما توقعاتي فهي أن مخترع هذه الجائزة وأمانتها العامة أيضاً يحملان اليوم أرشيفاً ضخماً عن كل شيء في سالب وموجب مسيرة جمعيات ومؤسسات العمل الاجتماعي، وهي التي تتنافس سنوياً وبالعشرات لنيل هذه الجائزة. نحن في هذا الهم بالتحديد لا زلنا نشكو من تدني معايير شراكة المسؤولية الاجتماعية، وربما التفت قلائل فقط إلى كلمة صارخة للأمير فيصل بن خالد قبل فترة قصيرة وهو يقول إنه وجد شراكة البنوك السعودية في هذا المجال ليست بأكثر من صفر مكعب. واثق بأنه قال هذا وهو يحمل معلومات مؤكدة.
أما الطلب فهو كما يلي: أن تفتح الجائزة فرعاً للتنافسية ما بين القطاعات الحكومية الوطنية. أمثلته مثل الجامعة الأبرز أو القطاع الصحي /‏ الاجتماعي/‏ الاقتصادي.. إلخ، التي حققت خلال العام قفزة في تقديم المنتج وجودة الخدمة. نعم، هناك جوائز كثيرة في هذا المجال ولكنها جوائز مناطقية مشتتة، لا ترقى أبداً في طموحاتها وأهدافها ومعاييرها التنافسية إلى الرغبة في الفوز بالجائزة الوطنية الأولى، مثل جائزة الملك خالد، وبالحضور إلى مقام قائد هذه البلاد لنيل شرف الجائزة. 
الخلاصة أن قطاعنا الحكومي هو الأكثر تأثيراً وحضوراً في حياة الجمهور وهذا القطاع يفتقد التنافسية التي أشعلتها هذه الجائزة.