صلاح منتصر 

1ـ تعامل الرئيس الأمريكى ترامب مع قضية القدس بأسلوب الغنى الذى دخل مزادا قرر أن يفوز به، فهدد من يتجرأ على منافسته بإنزال غضبه البالغ عليه ، ولكن تهديداته لم تنجح وخسر الصفقة .

2ـ الولايات المتحدة بلا شك دولة عظمى، ولكن الموقف الذى اتخذه الرئيس ترامب من قضية القدس أفقد بلاده أهم ميزتين حرص عليهما الشعب الأمريكى: دفاعه عن الحرية وعن الديمقراطية.

3ـ الآن على الرئيس الأمريكى أن يعيد حساباته ليعرف من وقف معه ومن كان ضده رغم التهديدات التى أطلقها على من لا يصوت معه؟ هل عرفت ياسيادة الرئيس من أيدوك وصوتوا لقرارك ؟ سبع دول بالعدد هى: جواتيمالا (15 مليون نسمة) وهندوراس (6 ملايين نسمة) والاثنتان من دول أمريكا الوسطى، وتوجو (7.5 مليون نسمة) أصغر دولة فى إفريقيا وميكرونيزيا (103 آلاف نسمة) وناورو(9 آلاف نسمة) وبالاو (20 ألف نسمة) وجزر مارشال (52 ألف نسمة) و«الدول الأربع» جزر فى المحيط الهادى. أى أنه بعملية حسابية وقف معك من كل العالم أقل من 29 مليون شخص !

4ـ أين حلفاء أمريكا الكبار ياسيادة الرئيس؟ بريطانيا وفرنسا وألمانيا واليابان مثلا صوتوا ضد قرارك، بينما أستراليا وكندا امتنعا عن التصويت كى لا يكونا معك ! وفى المحصلة فقد وقفت 128 دولة إلى جانب الحق والعدل وهزموا قرارك بينما امتنع 35 عن التصويت، لكنهم حرصوا بعد إعلان النتيجة على أن يتحدث معظمهم ويعلنوا خطأ أى قرار يتناقض مع ماسبق من قرارات، دولية تحافظ على الوضع الحالى للقدس إلى أن يتم حسم مستقبل المدينة المقدسة فى المفاوضات التى تجرى بين طرفى الصراع .

5ـ لقد هددت ياسيادة الرئيس متصورا أن الحاجة المادية ستحنى الظهور، والآن يتأكد لك أن هناك من المبادئ العقيدية ماهو أكبر من الحاجة المادية ومن أى اعتبار آخر. وأن الرؤساء الذين سبقوك كانوا حريصين على ألا يرتكبوا خطأك. أنت تحتاج العالم ياسيادة الرئيس، كما أن العالم يحتاج أمريكا، ولكن أمريكا زعيمة الديمقراطية والحرية.